الجمعة، 5 مارس 2010

ان شعبا يحتل شعبا آخر لا بد الا ان يكون مجرم حرب 9-10-2009

ما علاقة تأجيل تقرير غولدستون بعملية السلام ، هذا هو السؤال الاول الذي خطر ببالي وانا اقلب كغيري من ابناء هذا الشعب والكوكب عموما ، الموقف الفلسطيني بالتأجيل الذي جاء استجابة للضغط الاسرائيلي الامريكي على السلطة طلبا او تهديدا او ابتزازا .

لقد شنت اسرائيل حربا على عدو تقليدي لها في غزة اسمه حركة حماس ، وهناك ارتكبت ما ارتكبته بما في ذلك استخدامها اسلحة محرمة دوليا ، وجاء محقق دولي ليقرر حقيقة انها ارتكبت جرائم حرب ، فهل اذا ما ضغطت على شريكتها في السلام تأجيل تقديم التقرير ، تكون بذلك لم ترتكب جريمة الحرب ؟

اسرائيل هي اول من تعرف انها ارتكبت جريمة حرب ، وذلك من خلال نتائج تلك الحرب التي راح فيها اطفال ونساء وشيوخ ومئات حالات اليتم ، والشعب في غزة يعرف هذه الحقيقة وكذلك الدول المعنية سواء على مستوى امريكا واوروبا بصفتها دول متحضرة وتعنى بحقوق الناس او اقليمية في المنطقة بما في ذلك تركيا التي قطع رئيسها جلسة له على الملأ مع رئيس اسرائيل ، وبعبارة ادق فإن الكثير من دول العالم تعرف هذه الحقيقة ، بل ان شعوب العالم ذرفت من دموعها التي رأيناها عبر الشاشات ما يكفي لادانة اسرائيل بمجازرها اكثر وابلغ بكثير مما جاء في التقرير الاممي ، فهل التأجيل يعني ان اسرائيل لم ترتكب جريمة الحرب ؟

وعودة للسؤال اعلاه ، ما علاقة ذلك بعملية السلام ، وهو سؤال موجه بالاساس للدولة الاعظم التي تقود العالم من خلال رئيس جديد خاطبنا كعرب وكمسلمين قبل خمسة اشهر من عقر دارنا في القاهرة ، ونجح الى حد بعيد في استقطاب التأييد الذي كان صعب المنال مع وجود الرئيس الذي سبقه ، نسأله بعد ان اسهمت ادارته في الضغط على هذه السلطة باهمية سحب التقرير كي تستمر مفاوضات عملية السلام التي ترعاها منذ اربعين سنة واكثر ، منذ روجرز وكيسنجر وسايروس فانس و جورج شولتز و مادلين اولبرايت وكولن باول و الكونداليزا والان السيدة كلينتون والمبعوث الدائم جورج ميتشل ، هل لا يستقيم السلام اذا قلنا ان اسرائيل ارتكبت في غزة جريمة حرب ، ام ان السلام الحقيقي لا يستقيم بالكذب والخداع والتهرب والتملص والتهديد والوعيد والابتزاز .

ان اظهار اسرائيل كدولة انسانية وديمقراطية ، وهي ليست كذلك يضرها اكثر بكثير مما يفيدها على المستوى البعيد والصعيد الانساني العالمي والاممي ، ويهيؤها للاستمرار في ارتكاب جرائم حربها طالما ان هناك من يعمل على تمسيح قاذوراتها التي تزكم انوف البشر في كل مكان من هذا العالم ، حصل ذلك عندما اجبر ياسر عرفات على الغاء بعثة التحقيق الدولية في مجزرة مخيم جنين وبعدها عدم التوجه لمجلس الامن بشأن قرار ادانة الجدار العنصري في محكمة العدل الدولية وبعدها مجزرة بيت حانون والقاضي ديزموند توتو، والآن مع القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون الذي يدين باليهودية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق