الخميس، 4 مارس 2010

رمضان كريم و الزواحف خرجت من جحورها 5-9-2008

لم يكد رمضان يبدأ حتى انفجرت عشرات القضايا من الاطعمة الفاسدة في معظم اسواق الضفة الغربية ، واشتملت على الكثير من أنواعها الاساسية والرئيسية التي بالكاد تخلو طاولة إفطار واحدة منها ، مثل التمور والجبنة والمكسرات والمعلبات والعصائر والبسكوت والمخللات بكميات كبيرة تزن عدة أطنان .

ما يثير الاشمئزاز في النفس الفلسطينية ، ليس فقط خروج الفاسدين لترويج بضاعتهم الفاسدة في مثل هذا الشهر الفضيل الذي يفترض أنه شهر الخير والمحبة والتعاضد ليحولوه الى شهر الاستثمار والجشع والبشاعة للدرجة التي وصل اليها "عثمان" حين رأى في السوق بسطة لبيع علب الجبنة كل أربعة بعشرة شواكل ، وحين فضت زوجته إحداها لاطعام طفلاتها على السحور وجدتها خربانه الى درجة العفن ، وهكذا مع الثانية والثالثة والرابعة . عثمان ليس مواطنا ساذجا ، لأنه دقق جدة علب الجبنة وتاريخ انتهاء صلاحيتها الذي يمتد حتى ايار من العام القادم . في اليوم التالي أعاد الجبنة لصاحبها الذي ما انفك يبسط كميات جديدة من جبنته وينادي عليها بأعلى صوته مقرونة ببعض الشعارات الرمضانية الجميلة . أراه جبنته فقال له بما معناه انه ليس بداخلها ، هو يشتريها ويبيعها لا أكثر ، ثم استعد ان يعوضه بعلبتين بديلتين ، وعندما رفض استعد ان يعيد له ثمن علبتين ، لكن عثمان لم يقبل بأقل من ان يتوقف عن البيع ، فلم يكن من التاجر الا زجره ، قائلا له : إذهب الى الشرطة .

عثمان لم يصل الى اي نتيجة مرجوة فأحضر الجبنة الى مقر تلفزيون الرعاة المحلي حيث كان المحافظ صلاح التعمري يجري مقابلة عن هموم البلد ، وقدم كل التفاصيل المطلوبة ، لكن المحافظ الذي شعر بالغيظ أكثر من الاشمئزاز قال بما معناه : ومن يضمن ان لا يكتفي القاضي بعد اعتقاله بتغريمه فيعود للسوق ليبيع مع الجبنة الفاسدة مواد أخرى .

واضح تماما ان الفاسدين قد خطوا خطوة اخرى الى الامام وهي المتمثلة في تزوير التواريخ وتحديث الأغلفة ، وكذلك تحديد ساعة الصفر و المتمثلة هنا في بداية الشهر الفضيل .

المحافظ التعمري تحدث عن ان البضائع الفاسدة لا تقتصر على ما تم ضبطه من قبل المعنيين ، وبعض المواطنين تحدثوا عن اللحوم ايضا خاصة وان بيت لحم تفتقد لوجود مسلخ ، وكل جزار يذبح بطريقته دون حسيب او رقيب .

في الشهر الفضيل لم يقتصر الامر عند البضائع الفاسدة ، بل في الغلاء أيضا ، حيث بلغ سعر كيلو القطايف عشرة شواكل ، رغم هبوط اسعار القمح والطحين ، لكن الفران يقول لك ان أسعار الوقود قد ارتفعت .

في الشهر الفضيل أيضا انقطعت المياه عن الكثير من المناطق وان بعضها لم تصله المياه منذ عدة اسابيع كما في مخيم الدهيشة والخضر والجداول في بيت جالا والصير في بيت ساحور رغم تعيين مدير مياه جديد

، لربما اعتقد ان الناس صيام وان استهلاكهم لها يقل عن بقية اشهر السنة .

يذكرني هذا بقصيدة الشاعر سميح القاسم : رمضان كريم جدا ... والعبد سميح القاسم ... ليس بصائم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق