الثلاثاء، 9 مارس 2010

لماذا قاطعت انتخابات نقابتي 8-2-2010

الانتخابات ، ليست الا مظهرا من مظاهر الديمقراطية ، لكن العمل النقابي هو احد تجليات المجتمعات التي تنشد الديمقراطية والحرية والمساواة ، ولهذا قيل ان النقابات فكرة اشتراكية لينينية ، لكن الرأسمالية طبقتها ونفذتها بشكل افضل من مبتدعيها .

نسوق ذلك ، في معرض انتخابات نقابة الصحفيين ، التي تعد مع المحامين من ابرز المؤسسات الحامية والحارسة للديمقراطية والذود عن الحريات ، ذلك انها لها (الصحافة والمحاماة) علاقة مباشرة بالكلمة والرأي والمعتقد ، ولهذا حرصنا نحن الرعيل الذين أسسنا تلك النقابة (رابطة الصحفيين العرب) قبل ثلاثة عقود ونيف في الفندق الوطني بالقدس ، ان تجري انتخاباتها كل سنتين مرة ، لا كل عشرة .

لا أذيع سرا ، انني قاطعت الانتخابات الاخيرة مع سبق الاصرار والترصد كما يقولون ، رغم ان نقابتنا لم تشهد انتخابات حقيقية منذ عام 1993 التي شهدتها قاعة مسرح الحكواتي او سينما النزهة ، وكلا القاعتين في القدس ، لأن الدستور ينص على ان تجري الانتخابات في القدس وان يكون مقر النقابة الرئيسي في القدس ، وأذكر انه عندما وصل ياسر عرفات الى غزة ذهبت مع النقيب نعيم الطوباسي ووفد موسع للتسليم عليه ، يومها اطلق على الرابطة اسم نقابة ، ويومها ايضا طلب الطوباسي ضرورة المحافظة على مقرها في القدس ، فسأله ابو عمار رحمه الله : ما هو المطلوب يا نعيم ، فأجاب : عشرة الاف دولار . فقال له عرفات : لا تغادر قبل ان تأخذها ، فأخذها ، لكن بعدها طارت النقابة من القدس .

أحد ابرز اسباب مقاطعتي للانتخابات ، انها ليست ديمقراطية ، ولا حتى نصف ديمقراطية ، هي أشبه بطبخة طبخت في اريحا ، وهذا لا يعني ان كل ما يطبخ في اريحا لا يؤكل ، ولكن كيف يسمح الصحفي الذي يفترض انه يمثل ضمير الناس في وجه الحاكم ان يلبس ما يفصله هذا السياسي . في الغالب يميل السياسييون الى الصحفيين والمفكرين لكي يستنيروا ، او أقله ، لكي يستأنسوا بآرائهم .

كيف تم حسم العضوية وحصرها في اربعماية عضو ، وقد كان لدينا مثلهذا العدد وأكثر قبل عشرين سنة ، وقد تضاعفت الوسائل الاعلامية بحيث اصبح تقريبا لكل فصيل فضائيتة عدا الصحافة الالكترونية واكثرمن مئة منبر اذاعي وتلفزيوني محلي ، تعكف وزارة الاعلام هذه الايام ، وباستقواء من الاتصالات ، الانقضاض عليها بما يسمى "رسوم الموجة" التي تصل الى اكثر من عشرين الف دينار في السنة وبأثر رجعي .

لقد اعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن رغبة في تأجيل الانتخابات بعض الوقت ، وفي ذهنيته حل مسالة الصحفيين ، كل الصحفيين ، الحمساويين في الضفة ، والفتحاويين في غزة ، والمستقلين الذين غامروا وترشحوا بشجاعة ، لكنهم اخفقوا اخفاقا مدويا ، لأنهم اصطدموا بجدار الديمقراطية الحديدي ، لم يكن لهم من يمثلهم على المنصة الرئيسية من امناء الفصائل واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ... مع هؤلاء المقدامين المخفقين ابدي حزني وتعاطفي ، ومع الناجحين ايضا ، فأمامهم مهمات عاتية إذا ما قرروا فعلا خدمة الجسم الصحفي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق