الخميس، 4 مارس 2010

من دخل دار حلس فهو آثم 4-8-2008

استمعت الى وقائع مؤتمر سعيد صيام وزير داخلية حكومة هنية ، وبحثت وانتظرت مؤتمرا لهنية نفسه ، كي أجد شيئا مغايرا للذي قدمه صيام من أسباب في اقتحام الشجاعية ، او ما سماه هو مربع أمني يخص عائلة حلس ، الذي لم ينكر تاريخها النضالي ولا إحتكارها على الفتحاويين . وأسهب صيام طويلا في المحاولات التي بذلت من أجل تسليم عدد من ابناء الحمولة الحلسية وانه اجرى اتصالات مع كبار زعمائها او مسؤوليها ، وأن بعضهم اتصلوا به وأنهم ، وزير الداخلية وزعيم الحمولة ، اتفقا على ان يتم التسليم ، ولكن زعيم الحمولة نقض العهد والاتفاق ، وان صدر الحكومة قد ضاق ذرعا بهذا الاستهتار و"الكبر" ، ويسأل : ماذا استفادوا من هذا الكبر ؟ ومن الذي ورطهم من رام الله . ولم يفت الوزير صيام التنويهالتأكيدي عدة مرات من ان هذه العائلة تمتلك اسلحة وعتاد ، وذكر الكاتيوشا والآر بي جي ومصانع سلاح وصواريخ وأموال ، وأنها فوق كل ذلك تأوي مجرمين قتلة وفارين من وجه العدالة .

إننا هنا لا ننتصر للعائلة او الحمولة بقدر ما ندين صمت الحكومة الطويل على قائمة جرائمها الطويلة التي تعب الوزير في تعدادها ، وحين برر ذاك الصمت ، كان عذره في ذلك من النوع الأكثر قبحا من الذنب ، والذي مفاده انها عائلة حلس ، بمعنى لو أنها عائلتي الصغيرة او أي عائلة فقيرة مستورة لما طال انتظار الحكومة ، ولوجدنا أذرع العدالة التي تحدث عنها الوزير قد طالت واستطالت ، ولما بقي الفارين من وجهها في حماية الحمولة التي تحميهم ، وحماية الحكومة التي تحمي الحمولة .

ومن هو هذا الذي اسمه علي السكي الذي اعتبرته حماس العقل المدبر لمجزرة الشاطيء الذي لم يظل فلسطيني واحد لم يدنها ويشجبها بأشد الاوصاف ، و الذي أقامت عليه حماس الارض ولم تقعدها ؟ هل يستحق كل هذه الدماء التي اريقت بغض النظر إن كانت بريئة ام لا ، على اعتبار ان العدالةهي التي تقرر، لا الشرطي ولا الوزير ؟ هل يستحق ان تخرب العلاقات الاخوية الخاربة اصلا والتي تناهز اليوم في خرابها خراب مالطا ؟ هل يستحق كل هذه الجهود العسكرية والشرطية والامنية والاعلامية والسياسية والدعاوية والتحريضية ؟ هل يستحق كل هذا الاستنزاف على جبهتي الوطن المهدئتين دون ان يكون هناك اي هدوء احتلالي ، وبدلا من استغلال هذا الهدوء لاعادة روح الاخوة ، نذهب الى التصعيد الذاتي ويصبح الاحتلال هو الحكم و الملاذ .

ثم ما علاقة آل حلس في موضوع اغلاق اذاعة الشعب ومنع الصحف من الدخول ، الا إذا كانت الاذاعة تبث من الشجاعية فاصابتها قذيفة طائشة .

#################

قال الشاعر الراحل عبد اللطيف عقل قبل ما يزيد ثلاثين عاما :

كثيرون من اهلها / اعلنوا الحب بالقول /لكنهم أضمروا قتلها في السريرة .

كثيرون قالوا صباحا: فداها العيون / وداسوا على رأسها في الظهيرة.

كثيرون مثل العجين السمين/ يضخمه الوهم للعين ، تعمى ، وتنسى فساد الخميرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق