الخميس، 4 مارس 2010

سلام هنية.... أو رئيسة للوزراء 13-3-2009

اشارات عديدة صدرت من اجتماعات القاهرة بشأن الحوار الوطني الفلسطيني ، بالرغم من ان الدخان الازرق لم يتصاعد بعد ، وهو شأن المفاوضات التي تجريها القيادة الاسرائيلية الجديدة منذ عدة اسابيع دون ان يتصاعد دخانها ايضا . ولا نظن ان هؤلاء ينتظرون دخان اولئك ليقرروا بالتالي مصير دخانهم ، قوته وكميته ودرجة لونه .

ويدرك الشعب الفلسطيني ان ممثل اسرائيل موجود في الحوارات الفلسطينية بشكل او بآخر ، ولهذا فإن دخاننا سيكون محكوم بعدة عوامل تحدد طبيعته وملامحة ، بل ان الشعب الفلسطيني يدرك ما هو اكثر من ذلك ، ان الحكومة القادمة ايا يكن رئيسها لن تستطيع تحرير الارض ولا انسانها من براثن الاحتلال ، وقد شكل رئيس الحكومة سلام فياض حالة مقبولة من معظم الاطراف المحلية والاقليمية والاسرائيلية والدولية دون ان يوقف الاستيطان في الضفة على سبيل المثال ، كما ان رئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنية الذي كان مرفوضا من جميع الاطراف تقريبا المحلية والاقليمية والاسرائلية والدولية ، وخاض حربا ضروسا لم يستطع ان يفتح معبرا على غزته المحررة .

كلا الرئيسين ، فياض وهنية ، موثوقان ، مخلصان ، نزيهان ، كفؤان ، غير فاسدين ، والاهم من كل ذلك مستقيلان او مقالان . فما المانع ان يعودا رئيسان للحكومة القادمة ، خاصة وانها لن تكون اكثر من عشرة اشهر ، يتولاها الاول خمسة اشهر ويتولاها الثاني الخمسة اشهر المتبقية ؟ سيخرج علينا من يقول لنا ان اسرائيل لن تقبل بذلك ، الامر الذي يعني ان ممثلها حاضر في الاجتماعات .

لا بأس ، لماذا لا يتم التوافق على تعيين امرأة فلسطينية رئيسة لهذه الحكومة ، قد تكون عضوة منتخبة في المجلس التشريعي وليست من حماس ولا من فتح ، ومهمتها تنحصر في ادارة الحكومة المنحصرة مهماتها في اعادة اعمار غزة المنكوبة وتحديد عملية الانتخابات القادمة ، الرئاسية والتشريعية والبلدية .

لدينا الكثير من النساء الكفؤات والمؤهلات ، بل والاكثر كفاءة من فياض وهنية ، لدينا امرأة فازت قبل ايام بجائزة ثقافية دولية ،اسمها سحر خليفة ، ومع ذلك رفضت تسلم جائزتها لأنها جاءت مناصفة مع اديبة اسرائيلية ، فمررنا عنها في حكومة فياض وهنية مرور الكرام ، كان لدينا امرأة نفذت عملية فدائية قبل اكثر من ثلاثين سنة اسمها دلال المغربي ، قادت 13 رجلا ردا على عملية براك التي لبس فيها زي مرأة ، فقرر خليل الوزير ان يرد عليه بعملية تقودها امرأة حقيقية لا منتحلة .

تستحق المرأة الفلسطينية ان تحظى بمثل هذا التكليف ، خاصة واننا عكفنا على تهميشها وقمعها واعادتها الى المطبخ ، رغم افتقاده للمواد الغذائية بسبب الفقر والحصار التجويعي . انظروا الى الوفود المتفاوضة في القاهرة والتي يناهز عددهم حوالي مئة ذكر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق