الخميس، 4 مارس 2010

الشعب الذي انتخبك لم يندم ولا نظنك تريد له ذلك 21-5-2008

نرحب بالأخ الرئيس محمود عباس في بيت لحم ، ونكبر فيه زيارته مخيم عايده وتدشينه للمفتاح الأكبر في العالم ، ولربما نذيع سرا أن صناعته كلفت ما يزيد على عشرة الاف دولار صرفها الرئيس نفسه ، فكان ، المفتاح ، عملا يليق بالنكبة في ذكراها الستين .

الزيارة الى المخيم ، وتدشينه المفتاح ، واستقباله لوفد طفولي من ابناء المخيم الذين سلموه مفتاحا حقيقيا لأحد المنازل حمل الكثير من الإشارات والرموز لنا ولحقوقنا السياسية والكفاحية وعلى رأسها حق العودة المقدس والذي اصبح جزءا أصيلا من مكوناتنا وجيناتنا الفسيولوجية وموروثنا النضالي ،على حد تعبير المحافظ التلحمي صلاح التعمري ، الذي رفض بوش أن يكون في استقباله لدى زيارته كنيسة المهد كانون ثاني الماضي " لأنه من الحرس القديم ". ونقول للرئيس بهذه المناسبة ان ورقة اعتمادكم على جورج بوش قد انتهت الى غير رجعة ، فهو رئيس منحاز للصهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم على حد تعبيرهم، رئيس بائس وليس اكثر بؤسا منه الا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المطعون في شرفه وسلوكه ونزاهته.
عد الى شعبك والى قواه الحية وعلى رأسها حركة حماس ، وبالتحديد الجزء المتنور المكافح منها . أعد اللحمة التي إعتراها كل هذا التآكل و الانفصال والانفصام ، وتركت أثرها علينا جميعنا ، أعد ترتيب أوراقنا من جديد ، بما في ذلك أوراق علاقاتنا مع الانظمة التي ترهن نفسها ومقدرات شعوبنا بيد هذا البائس بوش فما عاملها الا كما يليق بها ، صدا وزجرا وإحتقارا .إننا ايها الأخ الرئيس لم نكسب شيئا إزاء هذه السياسة وإزاء هذه العلاقة التي لا نحملك كل وزرها ، كون الرئيس السابق الراحل قد بدأها فحاصروه في مقاطعته الى ان قضى كما تذكر في حصاره ، دون أن يجرؤ زعيم واحد على فك حصاره او حتى الاتصال هاتفيا به . لكنك بدون شك تتحمل مسؤولية ثلاث سنوات وأكثر من هذه العلاقات وهذه المفاوضات التي بدورها لم تحرر شبرا من الأرض ولم تبن لبنة واحدة من صرح السلام المزعوم رغم جديتك وإخلاصك لهذا السلام .

انظر حولك ، فلا تجد سوى القتل اليومي ، والجدار الذي التهم الأرض وجعل شعبك من خلفه قطعانا تلتهمها الذئاب والكلاب والجوع والفقر والبطالة وغلاء الأسعار وبراءة الذمة .

انظر الرقعة الجديدة للتفاوض المفتوح هذه الأيام تجري في دول المحيط ودول الخليج على حد سواء ، كيف وعلى ماذا تجري ، إنهم لا يفهمون لغتك الجميلة والحضارية ، والا ما عصفوا بمجهودات ستين لقاء جرى نحـو ثلثها في بيت اولمرت الذي لن يرحموه ، وإن كان المصيـر الذي ينتظره دون الذي لاقـاه رابيـن من قبـله .

الشعب الذي انتخبك لا نظنه قد ندم على ذلك ، ولا نظن أنك تريده أن يفعل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق