الجمعة، 5 مارس 2010

خبطة صحفية عربية ... شاليط في القاهرة 4-12-2009

أشك ، شأني شأن الكثيرين ، ان تكون حركة حماس قد نقلت جلعاد شاليط الى القاهرة ، رغم التقدم الملموس الذي طرأ على المفاوضات والتي جعلت المصادر المتطابقة تتحدث عن ساعات لتنفيذها بدلا من الايام والاسابيع والاشهر ، ثم تحديد يوم العيد موعدا لهذا التبادل . وليس هذا هو مصدر التشكيك الوحيد ، فأشياء كهذه وتحديدات باليوم حدثت قبل هذه المرة دون ان يحدث شيء وفي ظل حكومة اسرائيلية اقل يمينية من هذه الحكومة ، يترحم البعض الفلسطيني على ايامها .

مصدر الشك يقوم بالأساس على ان الخبر جاء على لسان جريدة عربية خليجية ، ومعروف ان ليس هناك وسائل اعلامية عربية تستطيع ان تسجل سبقا صحفيا حقيقيا لطالما مهتمة بابراز خبر زعيمها على الصفحة الاولى حتى لو كان الخبر مجرد سفر او استقبال احد او توديعه او أدائه الصلاة في يوم الجمعة او تقديمه مبلغا ماليا اتفق على تسميته مكرمة ، وكأن الزعيم يقدمها من ماله الخاص .

معظم الخبطات التي تحدث في العالم انما يعيد اعلامنا نشرها او اعادة صياغتها او التعقيب عليها ، ويشمل ذلك الاعلام العربي المرئي والمسموع والالكتروني ، بما اصابه من تطور تكنولوجي ، الا انه ظل قاصرا ومقصرا عن الظفر بالسبق الصحفي للأحداث التي تهز العالم ، بما في ذلك احداث المنطقة العربية الحافلة بمثل هذه الخبطات ، ويحضرني هنا فضائح سجن ابو غريب ، وتكسير عظام الفلسطينيين بالحجارة الى ان اضطرت اسرائيل الى انشاء مصنع للعصي لكي يتم تكسيرها بها بدلا من الحجارة ، وقبلها الاخوة ابو جامع من رفح الذين خطفوا باص 300 وادعت اسرائيل انها قتلتهم في الاشتباك ، ليتبين انها اعتقلتهم احياء ومن ثم اجهزت عليهم . وهناك عشرات الاحداث التي تعد سبقا صحفيا ، لم يكن للاعلام العربي اي دور في كشفها ، آخرها دهس الفتى وسيم مسودة من الخليل الذي دهسه المستوطن قبل العيد مرة وراء مرة وراء مرة ، على مرآى من جنود الاحتلال الذين أصابوه بست رصاصات . بقيت الحادثة طي الكتمان الى ان كشفتها قناة اسرائيل الثانية ، للتتناولها بعد ذلك فضائياتنا العربية والفلسطينية بما لها من موازنات ضخمة ومراسلين في كل مكان ، ما عدا المناطق الساخنة ككريات اربع حيث حادثة الفتى مسودة التي كشفتها قناة اسرائيل الثانية ، فتعجز ومعها بقية وسائل الاعلام الاسرائيلية عن كشف ان شاليط في القاهرة ويركب مع الزهار والجعبري وضح النهار في باص سياحي له سواتر على جميع نوافذه يخرج من معبر خاص في رفح ويقطع مئات الكيلو مترات الى القاهرة ، وهناك يتنفس شاليط لأول مرة الهواء الطلق منذ ثلاث سنوات وثلاثة أشهر .

نتمنى ان تكون الجريدة الخليجية صادقة في خبرها على طريق تسجيل الخبطات الصحفية ، تضطر بعدها وسائل الاعلام العالمية والاسرائيلية ان تنقل عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق