الجمعة، 5 مارس 2010

أما وقد انتهت اعمال المؤتمر14-8-2009

الآن وقد انتهى تقريبا مؤتمر حركة فتح السادس ، الذي كان بالنسبة للبعض مطلبا ملحا ، وكأنه سيضع حدا قاطعا لكل الاخطاء والتجاوزات ، وكأنه هو الذي سيحرر فلسطين او ما تبقى مما لم يتحرر منها بعد ، ويعيد اللاجئين او من تبقى منهم ، فإننا ونحن نهنيء الفائزين نقول لهم انهم حريون بأن يثبتوا انهم على قدر المهمة الملقاة على عاتقهم ، وهي بدون ادنى شك تاريخية بامتياز ، لأن الجماهير راهنت على عقد المؤتمر وانتظرته بفارغ صبرها الذي كادت تكفر بهما ، المؤتمر والصبر على حد سواء ، واولى اوليات الاخوة التسعة عشر ، ومن سيضاف اليهم تعيينا ، وبغض النظر عن ماضي كل واحد منهم الايجابي او السلبي ، عليهم ان يتسلحوا بمنهج علمي ووضع الخطة الكفيلة بتنفيذه ، عليهم ادراك انهم ليسوا استثناء مما قاله احد الفلاسفة العظام من ان الذي لم يعرف ماذا حدث خلال آخر ثلاثة الاف سنة، انما يعيش في العتمة ، ونميل للاعتقاد انهم وأمثالهم من قيادات الشعوب والامم معنييون بهذا القول اكثر من غيرهم .عليهم ان يضعوا جدول اعمالهم وفق الاولويات ، وان لا يستنزفوا طاقاتهم في الصراعات الجانبية والاحقاد الشخصية ، فهم قيادة جماعية ، قررتها الاغلبية ، ولهذا يجدر بالواحد احترام الآخر لأنها رغبة المجموع . عليهم ان لا يبددوا وقتهم وكأن الواحد حر في ماذا يفعل ،كأن ينام وقت ما يريد ويفيق وقت ما يريد ، كان كذلك قبل ان ينجح في الانتخابات ، لكنه اليوم ملك لرغبة الناس الذين اولوه ثقتهم ، وبالتحديد عمره ، اي وقته ، او ما تبقى منه . وكما نلاحظ ، انه بوفاة امين عام جبهة النضال ، يكون كل مؤسسي التنظيمات قد انتقلوا الى العالم الاخر دون ان يتم تحرير متر واحد من فلسطين .

لم يكن عقد المؤتمر بحد ذاته هو الهدف ، ولا الانتخابات ، بل كان وسيلة لتحقيق هدف ، ما زلنا نسعى الى تحقيقه ، ولا يمكن التقدم على ذاك المحور بدون ان تكون قوى الشعب متوحدة او على الاقل مصطفة في جبهة واحدة ، وهذا بحد ذاته لا يحرر فلسطين ، فقد كانت الفصائل منضوية في جبهة واحدة هي منظمة التحرير ، على مدار خمسين سنة تقريبا ومع ذلك لم تحرر فلسطين .

إعادة الاصطفاف الوطني لقوى الشعب الحية ، كفيل باعادة لحمة الوطن المنفصمة عراها ، والتي ما انفكت تتسع لتطول الشعب ذاته . واذا لم تستطع قيادة فتح الجديدة رأب صدع شعبها ووطنها ، فعليها ان تعيد الامور الى أصحابها ، اي الى الشعب ، في انتخابات ديمقراطية نزيهة ، ولا يمكن ان تكون نزيهة اذا لم تجر في موعدها بعد حوالي اربعة أشهر . فليتخيل معي اعضاء القيادة الجديدة ـ انها لم تفعل هذا ولا ذاك لا سمح الله ، فبماذا بعدها سنوصفها وهل سنحكم لها ام عليها ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق