الخميس، 4 مارس 2010

دولة عظمى هذا رئيسها 16-5-2008

الزيارة التي قام بها الرئيس الآمريكي لاسرائيل كي يحتفل معها بما يسمى عيد استقلالها ، لم تكن خطوة موفقة تليق برئيس أكبر دولة في العالم وتدعي أنها تبذل جهودها الحثيثة لتذليل الصراع وإحلال السلام ، خاصة مع هذا الرئيس الذي لطالما ادعى أنه لن يغادر بيته الآبيض قبل أن يدشن أساسات الدولة الفلسطينية المستقلة ، فتأتي زيارته لاسرائيل كي تقوض ما تبقى له من مصداقية لدى نخبة الواهمين في شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية .

قبل أسابيع معدودة ، عاد الرئيس الفلسطيني من البيت الأبيض عابسا ويائسا مما سمعه من هذا الرئيس ، واضطر بعد عودته أن يجري فحوصات على قلبه في إحدى المستشفيات الأردنية ، وتناقلت الأنباء أن وصل به الأمر أن يخرج عن طوعه ، وهو الذي نادرا أن يخرج عن هذا الطوع ،فيقول له : إبحث عن غيري .

هذا الرئيس الذي خيب أمل رئيس السلطة ومعه الشعب الفلسطيني كله ، حين غير موقفه من اقامة الدولة قبل نهاية العام ، الى تحديد ملامحها ، كان حريا بنا ان نقرأ تاريخ الرجل وسجله الحافل ، فهو الذي ابتدع كما تذكرون مؤامرة خارطة الطريق ، وهو الذي عزل ياسر عرفات وحاصره حتى الموت بدعوى أنه يكذب ، وهو الذي أعلن عن قيام الدولة خلال عام 2004 ، كان الوقت أنذاك كهذا الوقت وأبكر ، يومها تلقف عرفات التصريح من الأخبار ، ووافق عليه فورا ، للدرجة التي دفعت كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات أن ينتقد موافقة الرئيس المتسرعة . فيتضح أن المسألة لم تكن متعلقة لا بتسرع الرئيس ولا بتأني كبير مفاوضيه ، بل بهذا الرئيس الأمريكي ، الذي كشفت عنه مؤخرا زوجة طوني بلير كم كانت صدمتها وزوجها كبيرة عندما تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة قبل ثماني سنوات .

قبل أسابيع معدودة ، وبعد صفعته لنا إزاء تحديد ملامح دولتنا ، توجه له أقرب مقربيه من زعماء أمتنا ملك السعودية والأردن والرئيس المصري ، بطلب ورجاء ان لا يزور اسرائيل في احتفالاتها ، لأنها ، الاحتفالات ، تعني نكبة الشعب الفلسطيني ، لكنه عصف بطلبهم ، ولم يكتف فقط بزيارتها ، بل أنه ألقى خطابا في كنيستها ، ورفض ان يعرج على اي مخيم فلسطيني هنا او في الشتات كي يقيم بعضا من توازن في سياسية أعظم دولة في العالم إزاء الصراعات الدولية المحورية والتي يحتدم أوارها ستون عاما .

قبل اسابيع معدودة يتصادف قبل خمس سنوات ، أن يحتل هذا الرئيس دولة عربية هي العراق ،ويدنس عاصمتها ويطيح بنظامها ، ويعدم رئيسها ، تحت شعار أنه سيجلب للشعب العراقي الغذاء والدواء والحرية ، وها هو ما انفك يجلب لهم ذلك ، دون أن يعرج عليهم ليحتفل معهم بالذكرى الخامسة على تحررهم واستقلالهم كما فعل مع اسرائيل ، ربما لأنه لم يمض عليهم ستون سنة بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق