الخميس، 4 مارس 2010

هل قاتل ثائر حمدان عن كل مقاومة غزة ؟؟ 6-2-2009

لم يكن تواضعا ، هذا الذي نقله مسؤول ملثم من كتائب الشهيد عز الدين القسام في مؤتمر صحفي بعيْد وقف اسرائيل عدوانها على غزة واعلن فيه ان خسائر القسام من الشهداء كان 48 شهيدا فقط . وسرعان ما خرجت بقية الفصائل تعلن عن عدد شهدائها الذي لم يكن بعيدا عن عدد شهداء القسام ، بل ان فصيلا ذكر رقما اعلى من رقم القسام ، ولربما ان تواضع الرقم القسامي هو الذي شجع الفصائل الاعلان عن عدد شهدائها ، وفي هذا ما لايضير شيئا . ولكن ان يتحول الرقم في القسام وفي غيرها من الفصائل على انه الدلالة الوحيدة على الاشتراك في صد العدوان بما يشبه التساوي بين الفصائل ، فإن ذلك يشبه الى حد كبير الغرور والعنجهية والادعاء ، ما يعاكس تماما التواضع الثوري والايثاري الذي لم يقصده بيان القسام .

قد يكون الهدف من تقليل رقم الشهداء القسامي موجه بالدرجة الاولى الى اسرائيل التي تفترض المقاومة انها بدورها تخفي عدد خسائرها من الجنود ، فلماذا لا تفعل المقاومة الشيء ذاته . واذا كانت اسرائيل لا تستطيع ولا بأية حال من الاحوال اخفاء عدد قتلاها لأسباب تتعلق بطبيعة النظام الذي يحكمها وحرية وسائلها الاعلامية في الوصول الى مصادر الاخبار والمعلومات ، وبالتالي امكانية محاكمة القادة والضباط وكبار المسؤولين عن هذا الاخفاء المفترض ، بمن في ذلك وزير الدفاع ورئيس الوزراء .

ان هذا بالطبع لا ينفي عن اسرائيل حقيقتها في الكذب والخداع والاحابيل التي ما انزل الله بها من سلطان ، كأن تخفي على سبيل المثال ان جنودها العشرة الذي قتلوا في عدوانها الاخير هم ضباط وليسوا جنودا ، او الاكتفاء بذكر عدد الجرحى دون التطرق الى صعوبة وخطورة جراحهم بمن في ذلك الجندي الذي قال عنه الاطباء انه يعيش ساعاته الاخيرة ، او ذاك الذي فقد ساقيه ويده ويعدونه جريحا . او عدم السماح بنقل مناطق سقوط الصواريخ وما تسببه من أضرار ، ناهيك عن الاغلاق الشامل الذي فرضوه على الصحفيين والاعلاميين بمن في ذلك اعلامييهم على مدار العدوان كله .

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعلى لسان امينها العام ذكرت ان عدد شهدائها 32 شهيدا ، وانه خلال يومين سيعلن عن عشرة شهداء اضافيين ، لكن طرح الرفيق حواتمة جاء في سياق ان الفصائل كانت متقاربة في مجهوداتها القتالية عطفا على التقارب في عدد شهدائها ، وفي هذا خطأ واضح ، فقد يكون فصيلا بغض النظر عن حجمه وعن عدد شهدائه ، قد ابلى حسنا أكثر من فصيل كبير فقد الكثير من شهدائه . وللتذكير فقط ، فقد أوقع مقاتل واحد يدعى ثائر حماد ببارودته الانجليزية أحد عشر جنديا اسرائيليا في وادي الحرامية عام 2002 وحكم عليه أحد عشر مؤبدا ، فهل نقول انه قاتل عن كل ما قاتلته فصائل المقاومة مجتمعة في غزة والتي فقدت من شهدائها المئات في حين ظل ثائر حيا يرزق . ونتطلع ان يشمله التبادل مع شاليط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق