الخميس، 4 مارس 2010

الثلاجة 16-6-2008

مهما فعل أولمرت وأقطاب حكومته ازاء إتمام صفقة التبادل مع حزب الله ، ومهما فعلت القيادة الفلسطينية ازاء بدء الحوار الوطني ، فإن هذا لن يستطيع تجميل المشهد السياسي لا في اسرائيل ولا في فلسطين ، الجمود سيظل العنوان الرئيسي لسنة أخرى قادمة في انتظار الرجل الأسود الذي سيحتل البيت الأبيض "باراك أوباما " .

الجمود في الغالب يتطلب الانتظار ، والوضع الاسرائيلي يدخل الدائرة ، إن لم نقل الثلاجة ، فأولمرت سيواجه مصيره المحتوم ، إما وحيدا ، وإما مع حزبه "كاديما" الذي ثبت بالملموس أنه إسم بدون مسمى ، والوضع الفلسطيني مرهون دائما بمواقف الآخرين ، الذين في غالبيتهم العظمى يدورون في فلك الانتظار والتأجيل ، وها نحن "إحتفلنا" بمرور ستين سنة على النكبة ، وباحدى وأربعين سنة على النكسة دون أن نتحرك مربعا صغيرا واحدا الى الأمام .

الجمود ، صفة سائدة في المورثات العربية ، وشعارهم البارز : ليس بالامكان أفضل مما كان ، وترانا باستمرار ، بما فينا تقدميينا ، نتغنى بالماضي ، قريبه وسحيقه على حد سواء ، لا أحد ينظر الى المستقبل الا كمجهول في علم الغيب ، وبالتالي ينعدم التخطيط بمعناه العلمي كليا من قاموسنا ، ويصل الأمر حد الخوف مما هو قادم ، رغم أن القائم سيء بما لايقاس ولا يقبل .

الحوار الوطني الذي تأخر سنة كاملة منذ أحداث غزة ، لا تشير الدلائل أنه سيبدأ قريبا ، وإذا ما إبتدأ ، فإنه سيستغرق وقتا طويلا ، أقله ، حالة الجمود التي تجتاح المنطقة ، والانتخابات الرئاسية والتشريعية هي مصطلحات دخيلة علينا وعلى أمتنا العربية عموما ، ولهذا ، ورغم أننا شهدنا بعضا من هذه الانتخابات ، فإن أربعين سنة من هذا التاريخ الأسود لم تجلب معها زعيما جديدا واحدا ، نستثني طبعا الانقلابات والتدخل الالهي .

المعارضات العربية عموما ، والتي يغلب عليها اليوم الطابع الديني ، نزلت عند خيار الانتخابات مكرهة ، فهي تناهضها في الجوهر وتعتبرها بضاعة غربية مستوردة كافرة ، وكأن بقية بضائعنا التي نستهلكها بنهم يومي غير مستوردة .والبديل الديني الذي تسعى اليه هذه المعارضة هو نظام الخلافة .

أولمرت لن يستطبع تجميل بشاعة وضعه الشخصي ولا الحزبي ولا المجتمعي عموما حتى لو أعاد الجنديين الماسورين لدى حزب الله ، لا أحد يعرف إن كانا على قيد الحياة بما في ذلك أبويهما ، ولا حتى أولمرت ذاته ، ونميل للاعتقاد انه في حالة عودتهما أحياء فإنه ستتم محاكمتهما كما حصل مع غيرهما ، وإذا ما عادا أموات فإنه سيتم ايداعهما الثلاجة في انتظار عمليات الفحص والتشخيص ،و الحزن بالتالي هو الذي سيلطخ المكان ، في انتظار صفقة إعادة شاليط حيا ، أو عملية أسر جديدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق