الجمعة، 5 مارس 2010

تجميد الاستيطان لا يشمل ملعب ارئيل 11-9-2009

يعود ميتشل الى المنطقة بعد ان اعلن في الاسبوع الماضي عن الغاء زيارة مقررة له للضغظ على نتنياهو الموافقة على تجميد الاستيطان ، وهو الذي تناوله البعض العربي والفلسطيني انه موقف امريكي جديد وهام وحاسم ازاء الصراع العربي الاسرائيلي . وتسربت اخبار ان اسرائيل وافقت على التجميد ستة اشهر ، وهذا هو السبب المباشر لميتشل التراجع عن قراره وهو نفسه لربما السبب الذي دفع القاهرة لاستضافة نتنياهو . وهناك بالطبع خطوات عملية حققها ميتشل لصالح اسرائيل على الجبهة العربية بما في ذلك علاقات وفتح مكاتب والتحليق في الاجواء العربية ، وهو الذي يفسر اعلان نتنياهو صبحا ومساء انه لن يجمد بدون مقابل .

إن الذين أخذوا على الرئيس الراحل ياسر عرفات موافقته على تأجيل القضايا الهامة للمرحلة النهائية من اعلان مباديء اوسلو ، يقعون اليوم في نفس الخطأ ، وكان واضحا لآي سياسي ان اسرائيل بعرضها تأجيل قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والمياه والحدود ، انها انما تريد خداعنا ، لم يكن يهمها الضمانات الدولية ولا اي شيء آخر باستثناء ان يتناول عرفات القلم ويوقع ، وقال بيرس المتقاسم معنا جائزة نوبل للسلام ، ان قوة الدفع الذاتي للسلام هي الكفيلة بحل القضايا الصعبة والمستعصية . ، وها هي قوة الدفع الذاتي ، انما دفعت اسرائيل للتمسك بالقدس تمسكا يكاد يمنعنا حتى من التطلع اليها بعيوننا ، وبعدم عودة اللاجئين الا الى غزة او بعض من معازل الضفة المزروعة بتسعة عشر مخيما متفاقمة ، وأما الاستيطان ، فإن السقف الاعلى له هو التجميد لبضعة اشهر بمقابل عربي ، بمعنى ان تفكيكها او اخلاءها او توطين اللاجئين فيها ، وفق الشعار الاممي انها ، اي المستوطنات، حجر عثرة في طريق السلام ، قد اصبح شعارا قديما متآكلا ، وبالآدق متقادما (كادوك) وفق وصف الراحل عرفات .

قوة الدفع الذاتي "البيرسية" ، دفعتنا باتجاه آخر له انعكاساته السلبية العديدة الاخرى ، والتي لا يتسع المقال لذكرها هنا ، لكن اقلها ان نكتفي بمطلب تجميد الاستيطان ستة اشهر او اكثر قليلا ، فنصور ذلك انتصارا وانجازا حقيقيا ، بالرغم ان النشاط الاستيطاني لم يتوقف ، بل انه اصبح متسارعا ومحموما للدرجة التي قد نكتشف بعدها ان ليس هناك مكانا يمكن الاستيطان عليه ، ومن ضمن ذلك انشاء ملعب كرة قدم بمواصفات دولية ، لا استيطانية ، في مستوطنة ارئيل العملاقة .

البعض سيقول لك "أحب ما تعمل ، حتى تجد ما تحب " ، وهذا لا ينطبق على مطالبتنا بالتجميد ، لأن الاستيطان في كل اعراف الارض ،هو غير شرعي ، وبالتالي فإن الاقتصار على تجميده يجب ان يشعل لدينا الكثير من التحذيرات ، دون ذلك ، ستجد بين ظهرانينا من يطالب في ان نلعب على ملعب ارئيل ، حتى نجد الملعب الذي نحب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق