الجمعة، 5 مارس 2010

بين نتنياهو وابيه 10-7-2009

قصة طريفة تداولتها وسائل الاعلام الاسرائيلية مكتوبها ومسموعها ومرئيها على حد سواء ، اريد في هذه المعادلة إعادة قراءتها أمام القراء المحترمين بما في ذلك صناع القرار عربا وفلسطينيين واسرائيليين من المعنيين بحل الصراع العربي الاسرائيلي المحتدم منذ عشرات السنين .

تقول القصة انه عندما بلغ نتنياهو مئة يوم في حكومته ، بلغ والده من العمر مئة عام ، وهو رجل ذا مكانة إذ يحمل درجة البروفيسور ، ويكفيه فخرا في مجتمعه انه والد رئيس الوزراء لمرتين .

وبمناسبة مئوية العائلة الحاكمة ، أجرت القناة الثانية لقاء مع الوالد البروفيسور ، كشف فيه ان ابنه الرئيس يخبره في الحلسات العائلية انه يكذب على العرب وعلى الفلسطينيين بشأن موافقته المزعومة عن الدولتين "ابني لم يغير مبادئه السياسية/ ابني لم يكن صادقا في استعداده لاقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح / لقد اخبرني خلال احاديث عائلية انه يكذب على العرب / ابني لا يفعل أشياء تافهة ،وهو يعرف ماذا يفعل ، وهذه البلاد يهودية ولا يوجد فيها مكان للعرب " .

واضح من السياق ان الاب البروفيسور اكثر تطرفا من ابنه ، وابنه أكثر كذبا منه ، فهو الذي نقل عنه ذلك حين قال انه يكذب على العرب ، لكن الاب يتماهى مع هذا الكذب ويرتاح له ويثني على صاحبه بانه يعرف ماذا يفعل .

لكن القصة الطريفة لم تنته ، ولو انتهت لما كان فيها اي طرافة ، لأنها تحدث يوميا في المجتمع الاسرائيلي ، طرافتها تأتي ان مكتب نتياهو الرئيس رد على القناة الثانية بقوله "هذا لقاء غير أخلاقي واستغلال لرجل محترم يبلغ من العمرمئة عام"

ولنا ان نتساءل كيف يمكن لرجل كذّاب ان يتحدث عن الاخلاق ؟ فكيف حين يكون هذا الرجل هو رئيس وزراء اسرائيل . واذا كان البروفيسور رجلا محترما في المئة من عمره ، لماذا يلجأ الرئيس للكذب عليه ؟ فكيف حين يكون ابوه .

واذا كانت المقابلة التلفزيونية "استغلال لرجل محترم" من وجهة نظر مكتب نتنياهو ، فماذا يمكن ان نسمي ما قاله الابن للاب ، واذا كان فعلا رجلا محترما ، لماذا يضطر للكذب عليه .

قد يقول قائل عربي او فلسطيني من أبرياء هذه الامة ، انه اراد ان يداري اباه ، بمعنى انه صادق معنا كاذب مع ابيه ،فكيف يمكن لنا ان نثق برجل يكذب على ابيه وهو أقرب مقربيه ونصدق انه صادق معنا ونحن ألد اعدائه .

الاقرب للممنطق هو ما قاله الاب عن ابنه الذي يثق بأنه يعرف ماذا يفعل ، وهذا ما أكده حزب كاديما ردا على الحادثة بأن "نتنياهو في خطابه المتظاهر بحل الدولتين كن مجرد كذب" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق