الثلاثاء، 9 مارس 2010

الكارثة الفضيحة 19-2-2010

"كارثة دبي" هذا ما أطلقته صحيفة هآرتس الاسرائيلية على عملية اغتيال المبحوح في دبي قبل حوالي شهر ، وكارثية العملية من وجهة نظر هآرتس ، ليس بسبب تورط جهاز الموساد ، الجهاز الأكبر والاذكى والاعظم في اسرائيل والمنطقة ولربما في العالم في عملية اغتيال فلسطيني اقدم قبل اكثر من عشرين سنة على خطف جنديين محتليين وقتلهما واخفاء معالمهما ، فيستمر القتل والقتل المضاد ، بل لأن الجهاز خلف وراءه من الفضائح المخابراتية ما يأنف عن ارتكابه جهاز دولة صغيرة كدبي استطاعت ان تلملم آثاره الكارثية في برهة قصيرة والتي تتلخص في معرفة العدد الجرار من المشاركين واسماءهم وجنسياتهم وارقام جوازات سفرهم واكثر من ست دول صديقة – لاسرائيل ودبي على حد سواء- اثنتان منهما على الاقل هي دول عظمى لهما مقعد دائم في مجلس الامن الدولي ، ولهما حق النقض والفيتو على أي قضية في العالم .


وبالقدر الذي نظرت فيه هآرتس الى هذه الجريمة الدولية على انها "كارثة" ارتكبها الموساد ، ننظر اليها نحن وكل الرأي العام العالمي المتحضر ونصف المتحضر انها فضيحة اسرائيلية من الوزن الثقيل ، ذلك ان هآرتس اردفت وطالبت بإقالة رئيس الجهاز الجنرال مائير داغان .


وهذا هو الخطأ الثاني الذي تقع فيه الصحيفة اليسارية ، إذ كان عليها ان تطالب بإقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المسؤول المباشر عن الجهاز ، والذي سجل الموساد في زمنه فضيحة محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان قبل ثلاث عشرة سنة ، اضطره الراحل الملك حسين ان يأتيه صاغرا معتذرا وان يرسل معادلة فك السم الكيميائي وان يطلق سراح الشيخ احمد ياسين .


فضائح هذا الموساد لا تقتصر على ما ارتكبه من أخطاء فنية من الوجهة الهآرتسية بخاصة والاسرائيلية الاستخبارية بعامة ، بل بما (لم يرتكبه) ايضا ، إذ كيف يستطيع هذا الجهاز الذي يضفي على نفسه كل هذه الهالة والمقدرة ان يفسر عدم قدرته على اعادة شاليط حيا بعد كل هذه السنوات ، ولا ميتا ، ولا حتى معرفة مكانه ، وقد شنت اسرائيل ، بجيشها وموسادها وشاباكها حربا على غزة كان من ضمن اهدافها المعلنة إعادة شاليط الى البيت .


الكارثة / الفضيحة التي ارتكبها الموساد في اغتيال المبحوح ، كفيلة بأن تدخله التاريخ لعشرات الاعوام القادمه ، بسبب أخطاء هذا الحهاز المهولة . يكفي محمود المبحوح فخرا ما حققه في حياته ، ويكفيه فخرا ما ارتكبه الموساد في اغتياله ، معتقدين ان تفاعلات الكارثة / الفضيحة في العديد من دول العالم قد ابتدأت ، بما في ذلك اسرائيل نفسها . اما الفلسطينييان المتورطان فإن انتماءهما الحقيقي ليس للسلطة ولا لحماس ، بل للموساد وللخيانة والخساسة والمذلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق