الجمعة، 5 مارس 2010

فاوض وانت ساكت 25-9-2009

أعرف ان الناس في بلادنا قد ضاقوا ذرعا بالسياسة نتيجة الخيبات المتتالية التي يحرزها سياسييونا رغم محاولات ابواقهم الاعلامية اظهارهم ابطال جامدون وصامدون ومبدئيون متمسكون بالحقوق والثوابت ، ما ينطبق على الصحافة والصحفيين والكتاب الذين يتناولون الشأن السياسي في مقالاتهم وتحليلاتهم ، فالارفضاض من حول السياسة والسياسيين يطول الصحافة والصحفيين ، وهذا بحد ذاته منطق وحق ، مالم يستطع الكاتب قول آرائه بحرية ومالم يذهب السياسي لقراءة ما يكتبه الكاتب فيأخذ برأيه ، لا يحجر عليه ويرسل من يهدده ويتوعده كي يغير ويبدل او يكف .

خلال الاشهر التسعة الاخيرة من فوز نتنياهو ، وتمديد فترة الرئاسة الفلسطينية سنة جديدة بمرسوم رئاسي ، اشترطت القيادة الفلسطينية بالتوافق مع القيادة العربية عدم العودة للمفاوضات الا بتجميد الاستيطان ، ورغم التنبيه من عدم دقة وصلاحية هذا التعبير المائع "تجميد" الا ان اركان القيادة استمرت في طرحه ، ثم نزل نتنياهو قليلا حين اضاف "محدد بستة اشهر ولا يشمل القدس " ، وقد لاحظنا ومعنا القيادة ان النزول الاسرائيلي كان بالقول ، لكن بالفعل ، ازدادت عمليات الاستيطان وطالت مناطق اميرية بالاف الدونومات تمتد حتى البحر الميت وتوسيع مستوطنات القدس وغير القدس بما في ذلك بناء ملعب دولي في مستوطنة ارئيل . وطبعا لمسنا فشل مهمة مبعوث السلام جورج ميتشل المكوكية واصطدامه بالصخرة الاسرائيلية التي يقف عليها نتنياهو ، وسرعان ما صعد عليها اوباما ليستبدل "تجميد الاستيطان" بتحجيمه .

صخرة نتنياهو ، هي نفسها صخرة اولمرت الذي فاوضناه على مدار اربع سنوات ، ليلا ونهارا ، صيفا وشتاء ، في مكتبه وفي بيته ، في مقره ومقرنا "القدس الغربية واريحا " ، وهي نفسها الصخرة التي نزل عنها بوش ليصعد اليها اوباما ، فيشترط علينا ان لا نشترط اي شيء لاستئناف المفاوضات ، حتى بدون كلمة تحجيم التي كان قد اجترحها ولما يمض عليها 24 ساعة .

وبين ليلة وضحاها ، كانت اللقاءات تجري على قدم وساق ، على كل المستويات في اكثر من مكان ، وفي بيت لحم كانت جولة امنية فلسطينية اسرائيلية مشتركة جابت بيت جالا وصولا الى كنيسة المهد ، اما في نيويورك وعلى هامش اجتماع الجمعية العمومية – هذا الهامش الواسع – فقد بدأت المفاوضات ، او ما يسمى بالمفاوضات ، التي جاءت فجأة على شكل "فاوض وانت ساكت" على غرار "نفذ ثم ناقش"

***** ****** *******

متهمون نحن بالارهاب اذا رمينا وردة .. للقدس .. للخليل ..أو لغزة .. والناصرة/ .. اذا حملنا الخبز والماء الى طروادة المحاصرة/ ان نحن دافعنا عن الارض وعن كرامــــــة التــراب /اذا تمردنا على اغتصاب الشعب .. واغتصابنا ... /اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ... /وآخر النجوم فى سمائنا ... /وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا/ .. بالأمس ،كان الشارع القومى فى بلادنا يصهل كالحصان/ ... وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ../. وبعد أوسلو ،لم يعد فى فمنا أسنان/ ... فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟ ... نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق