الجمعة، 5 مارس 2010

انتفاضة الحجارة ، هل كانت حقا كاشفة العورات 11-12-2009

بعد اثنتين وعشرين سنة على الانتفاضة الاولى التي نتنسم رياح كوانينها هذه الايام ، والتي يعيش أبناؤها هذه الآونة مرحلة الشباب المتأخر كما الحطام ، فأهم ما يمكن مراجعته ذهنيا هو خطأ تسليم زمامها للآخرين ، بمن في ذلك قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، بالرغم انها كانت وما زالت تمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته في كافة اماكن تواجده ، بل ما كان يجب تسليم زمامها لأي كان في الخارج ، فهم مع احترامنا لما يمثلون ، لم يستطيعوا ولا بأي حال من الاحوال ان يكونوا جزءا منها أكثر ممن هم ابناءها ، ومن غير المعقول انهم بالتالي حريصون عليها اكثر منا ، لأننا نحن من كنا ندفع ثمنها المباشر من تضحياتنا ، ولهذا رأينا كيف انها ابدعت واثمرت واينعت وبات من المستحيل تقريبا على الاحتلال اجهاضها وإنهائها رغم كل الوسائل التي تفنن في استخدامها لقمعها .

نذكر ان الراحل عرفات قال بعد اسابيع على اندلاعها ان بيان قيادتها الموحدة رقم سبعين بات في جيبه ، الامر الذي كان يجب ان يشعل هذا بعض الضوء الاحمر ، وفي مرات عديدة اصبح لدينا بيانان للقيادة الموحدة ، واحد من الارض المحتلة والثاني من تونس ، وشيئا فشيئا اصبح بيانا واحدا من تونس . ونذكر ان الراحل حبش كان قد قال انه يجب تأمين الحماية لها ولشعارها الناظم "الحرية والاستقلال" ، لكن كان يجب التنبه ان تكون تلك الحماية من المنظمة ذاتها ، عملا بالمأثور الشعبي : اللهم نجني من الاصدقاء ، اما الاعداء فأنا كفيل بهم . وبدلا من ان يذهب اليسار لحماية الانتفاضة من المنظمة ، توافق معها على الاحتواء بالمال . وبعد أقل من سنة اعلنوا الدولة في الجزائر واعترفوا بقرار 242 دون ان تعترف اسرائيل بهم ودون ان تقوم الدولة المزعومة .

الحماية ، ما كان يجب ان تقتصر على تجنيب تجييرها الخاطيء نحو المصالح الفئوية لقيادة تنظر لمصالحها الذاتية والآنية ، كما حصل في معاركها السابقة في لبنان وقبلها في الاردن ، بل من محاولات إفسادها بالمال تحت ذريعة دعمها ورفدها ، وفي غضون اشهر اصبح للتضحيات سعرها ، فالشهيد له سعر وكسر الساق لها سعر مختلف عن كسر اليد وهكذا ، واصبحت المساعدات النقدية والعينية هي الهدف أكثر بكثير من أي شيء آخر ، وسرعان ما بدأت الجماهير التي فجرت الانتفاضة بأسلحتها المتواضعة ، تنفض من حولها ، لأن كل فصيل بدأ يوزع خيراته المالية والعينية على أهل بيته ، بينما الفقير الحقيقي لا يحصل على شيء .

وها هي قد مرت ذكراها مرور الكرام ، من قبل قيادات الضفة وغزة على حد سواء ، دون احتفال ودون عطلة رسمية رغم انهم احتفلوا بالاستقلال على وهميته ، وكأنها عارهم ، مع انهم قالوا انها كاشفة العورات وانه لا صوت يعلو صوتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق