الخميس، 4 مارس 2010

طريق لا يقود الا الى الادغال 2-6-2009

لن يجدي نفعا قتل اثنين او عشرين ولا حتى مئتين والفين من المقاومين كي يحل السلام في المنطقة ، هذا تسطيح ما بعده تسطيح لحقيقة الصراع والذي يصوره البعض بأنه خلاف في وجهات النظر يمكن حله في ورشة عمل او حتى على طاولات الدبلوماسية العالمية والاقليمية ، ولو كان الامر كذلك فلماذا لم يتم حله طوال كل هذه السنين .

التسطيح يتوالى الى ان يتم اختزال الصراع التاريخي في وجود عدد من المقاومين عقبة في طريق احلال السلام ، وانه لا بد من اقتلاع هؤلاء من هذا الطريق ، مرة بالقتل واخرى بالاعتقال وثالثة بالحصار والمقاطعة والعزل ، وهو نفسه الطريق الذي سلكته اسرائيل للقضاء على منظمة التحرير طوال ما يزيد على ثلاثين عاما ، فكانت النتيجة انها حولت الشعب الفلسطيني كله الى منظمة تحرير ، ولم يبق امام اسرائيل من سبيل الا الى ان تحاور هذه المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .

الحوار بحد ذاته ليس هو الهدف ، بل الوسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في انهاء الاحتلال والذي مضى عشرين سنه عليه دون ان ينتهي – الاحتلال - ، ذلك ان هذا الاحتلال قد خطط منذ البدء ان يطيل هذا الحوار الى اقصى ما يستطيع ، ويحوله بالتالي الى هدف ، ونذكر هنا بما قاله رئيس الوزراء في الحقبة المدريدية اسحق شامير من انه كان يخطط لإطالة أمد التفاوض عشر سنوات قبل الانتقال للحقبة الأوسلوية ، و للأسف الشديد فقد برزمن بين ظهرانينا من يتناعم مع هذا الطرح بقصد او بدون قصد .

بعد توقيع اتفاقية اوسلو وتنفيذ الجزء الاول منها المتعلق "بغزة واريحا اولا" انطلى الفهم التسطيحي على قيادة المنظمة والسلطة ، ومالت لتصديق اقتلاع العقبة من طريق السلام ، سلام الشجعان ، وبذلت من الجهود الاقتلاعية الكثير ، بتنسيقات امنية عالية التخطيط وفق الاتفاقية الامنية الملحقة باتفاقية اوسلو والمطاردات الساخنة ، ونذكر بحادثة مقتل اربعة من الجهاد الاسلامي في جباليا وكيف خرج علينا يومها مدير عام الشرطة غازي الجبالي يبرر قتلهم غير آسف على ذلك "ماتوا ماتوا يا سيدي ، الله يرحمهم" .

تحضرنا هذه الايام تلك الطريق ، التي قادت لأن تكبر "العقبة" التي كانت تقف في طريق السلام ، ولم تستطع السلطة الجديدة من اقتلاعها ، بل هي التي اقتلعتها في اول انتخابات تشريعية ، وبعدها اقتلعت غزة ، وجاءت اسرائيل لاقتلاعها فلم تستطع .

طريق حادثة قلقيلية ، لا يقود الا الى ادغال موحشة ، وعلى قيادة السلطة والحكومة في الضفة وغزة ، التنبه الى ذلك ، فالقاتلون والمقتولون هم ابناؤكم ، وابناؤهم قادة المستقبل ، اخرجوهم من التصنيف المغث والذي يعتمد هذا شهيدا الى الجنة وذاك كافرا الى النار ، وليوعز لتشكيل لجنة تحقيق محايدة ، فنوقف التقدم في الطريق التسطيحي الموصل الى الغابة ، والا سنجد انفسنا بعد قليل ندشن مقبرة للارقام ، او لا نسمح بالدفن الا ليلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق