الجمعة، 5 مارس 2010

في ذكرى انطلاقتها 22 ... حماس في المأزق ايضا 14-12-2009

في الذكرى السنوية الثانية والعشرين على انطلاق حركة حماس ، والتي تأخذ على السلطة منعها من القيام باحتفالاتها في الضفة ، وهي نفسها مارست هذا المنع والذي وصل ذروته في منع اعضاء المؤتمر العام لحركة فتح الوصول الى بيت لحم قبل اربعة أشهر ، نقول ، ان حماس تعيش المأزق اياه الذي كابرت فتح طويلا في انها لا تعيشه ، حتى نزلت نتائج الانتخابات البرلمانية على رأسها كالصاعقة . ربما كان يحق لحماس ان تنتشي بالنصر ، وان لا ترى المأزق ، لكن هذا لم يمنع من وجوده و من دخولها اياه بقصد او بدونه .

اول تجليات المأزق ، هو انعدام الديمقراطية في غزة ، وهذا لم يقتصر فقط على منع المهرجانات الوطنية والتي كان آخرها منع مهرجان انطلاق الشعبية في ساحة الكتيبة ، بل التدخل في لباس الناس (المحاميات) وتصنيف درجات الضحك (الصحفية التي ضحكت عند البحر بصوت فاضح) وسياسة التأنيث (منع توظيف اي ذكور في مدارس البنات ، والاختلاط في مدارس الوكالة) ، بل لقد وصل بها الحد بعد اقل من اربع سنوات على تسلمها الحكم اقتحام مسجد وقتل 27 شخصا بداخله .

المأزق الثاني ، يتجلى في انها تكاد تكون محظورة في الضفة ، وتكاد تكون مستأثرة بالقطاع ، وكأن الشعب في الضفة ليس شعبها ، وهي بقصد او بدون قصد ، انما تعمق هذا الفهم المغلوط ، لأن الاستئثار بالقطاع ليس صافيا لها ، فهناك جماهير غير حمساوية ، بل جماهير مسيسة فتحاويا وشعبيا وديمقراطيا ، بل ان الجماهير المتدينة ليست خالصة لها ، وهناك خلافات حادة تنفجر احيانا مع الجهاد الاسلامي ، يتداعى الطرفان وينجحا في تذليلها ، ولكن هذا الى حين .

المأزق الثالث هو مقاومتها المحتل والذي كان كلمة سر فوزها الساحق في الانتخابات ، الآن هي تميط اللثام عن هذه الكلمة ، او عن هذا السر وتتنصل منه ، ويا ليتها تفعل ، بل هي تتنصل منه فعلا وتتمسك به بالكلام ، وهذا لا ينطلي على الشعب في الضفة ، بينما في القطاع يراه الناس بأم عيونهم كذبا مكشوفا ، ولكم من مرة تم مطاردة المقاومين وملاحقتهم ، ولكم من مرة اشادت اسرائيل بانضباط حماس .

أما المأزق الاخير ، فهو ما تأخذه على ابو مازن من عدم شرعيته لأن ولايته قد انتهت ، في حين ان ولايتها تنتهي بعد ثلاثة اسابيع ، وبالتالي شرعيتها ، فهل ستعيد الامانات الى أصحابها . كل الناس يعرفون ان هذا لن يحدث ، وهذا ليس مطلبا شعبيا ، لأن الشعب يريد ان يذهب الى صناديق الاقتراع كإجراء دوري يدوم مدى الحياة ، لكن على حماس ان تدرك ان هذا بحد ذاته درجة دنيا من المأزق ، فقد قال رسول الله : كبرمقتا عند الله ان تقولوا ما لا تعملون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق