الخميس، 4 مارس 2010

فساد أولمرت ليس شأنا داخليا 30-5-2008

الفاسدون لا يمكن أن يصنعوا الخير لشعوبهم ، حتى ولا لأنفسهم ، وإن تبدى لهم ذلك في الوهلة الأولى ، ونجحوا في تجميل فسادهم أو تمريره على محيطهم ومقربيهم تحت ذرائع مختلفة معروفة عبر تاريخ الفساد والفاسدين مهما اختلفت جنسياتهم وملاتهم .

نقول هذا في معرض سقوط رمز اسرائيلي آخر في أتون الفساد ، هو رئيس الوزراء ايهود أولمرت ، والذي ينضم لقافلة طويلة من المسؤولين الاسرائيليين والذي كان ربما آخرهم رئيس الدولة موشي كتساب وتحرشاته المشينة والتي لم تنتهي قضيته بعد ، ونذكّر بشارون وأولاده وعيزر وايزمان وبنيامين نتينايهو واسحق مردخاي وحاييم رامون واسحق رابين ...الخ ، ونتوجه الى قيادتنا التي وصفت ما يجري بأنه شأن داخلي ، ولمجتمعهم الذي لا يريد أن يصدق ما ترى عينيه ولا ما تسمع أذنيه ، فقط أوهامه التلمودية المفعمة بالعنصرية فيظل حبيسها مئات والاف السنين .

إن هذه القيادة في الصف الأول والتي أدينت بالفساد المالي والأخلاقي لا يمكن لها ان تصنع السلام حتى لو فاوضت العمر كله ، وهي كذلك بالفعل ، وأي مراقب يستطيع ملاحظة أن قائمة الاسماء تنسحب على كافة حقبهم وتنحدر من كافة أحزابهم ، المعراخ والليكود والمفدال وما استجد مثل كاديما ، وما سيستجد .

ان السلام الذي صنعوه مع مصر ، لم يجعل حافلة مصرية واحدة تقبل المجيء الى اسرائيل بغرض التنزه او السياحة ، ليس خوفا من وصمة التطبيع ، بل لأن هذا السلام ظل بدون مضمون ، وعبثا ذهبت محاولاتهم لايجاده ، فهل يعقل أن يظل معدل دخل الفرد الاسرائيلي في الشهر أكثر من معدل دخل الفرد المصري في السنة ؟ هذا ينسحب أيضا على السلام مع الأردن والمياه الملوثة التي زودتهم اسرائيل بها ، ولهذا ما زالت سفارتهم في عمان تعجز عن إستئجار قاعة فندق لاقامة حفل "استقلال" الدولة ، وكان فيلم نجم الكوميديا المصرية عادل إمام "السفارة في العمارة" تعبيرا صارخا في السخرية من هذا السلام وهذه السفارة .

لقد فاوضت قيادتنا الفلسطينية كل هذه القيادات الفاسدة منذ أواخر السبعينات ، وخلال العشرين سنة الأخيرة فاوضناهم كما لم يتفاوض أحد من قبل ، وقدمنا تنازلات هلى عتبة هذا التفاوض كفيلة ان تقيم السلام بين الانس والجان او بين الحيوانات المفترسة والأليفة في الغابات ، ومع ذلك ازداد الفتك وازداد القتل وازداد الاستيطان وإزدادت الحواجز والكنتونات ، وازداد التنكر لنا ولإنسانيتنا ، وقعنا معهم اعلان مباديء وظل أسرانا يتعفرون في قيدهم ، ذلك لأننا كنا نفاوض زعامة فاسدة ، همها مصالحها الشخصية والغرائزية والعائلية اولا وثانيا وعاشرا ، فكيف سنصل معها الى صنع القيم الانسانية الراقية ومن بينها السلام والرخاء والحرية والأخوة والمحبة والعدالة والمساواة .

بالمناسبة إن فساد أولمرت برشوة مئة الف دولار ، لأهون ألف مرة مما يفعله وأقطاب حكومته بالشعب الفلسطيني ، وقديما قيل : ان شعبا يحتل شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا ، ولهذا فإن فساده أبدا ليس شأنا داخليا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق