الجمعة، 5 مارس 2010

أين ستقضي رأس السنة 28-12-2009

نزلت او تنازلت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية هذا العام بأنها لن تتدخل في منع احتفالات رأس السنة الجديدة لطالما انها ستقام في البيوت ، بغض النظر عن شكل الاحتفال ومدى الالتزام الذي سيبديه المحتفلون ، في المطعم و الصالة و الحديقة و الشارع ، ومدى الفحش الذي يمكن ارتكابه في المنازل ، المهم ان اللجنة تنازلت بعض الشيء ازاء رأس هذه السنة المحظوظة نسبيا اذا ما قورنت برؤوس سابقاتها ، آملين ان تتتالى التنازلات لتشمل عيد الحب بعد شهرين وتسمح اللجنة ببيع وتوزيع الورد الاصفر مثلا لطالما ان الأحمر ممنوع بشكل قاطع ، ربما لأن لونه مطابق للون البطاقة التي يخرجها حكام المباريات لطرد اللاعبين المخلين ، اوللخطوط الحمراء التي اشتهر باطلاقها الزعماء الفلسطينيين ، مع فارق ان بطاقة الحكم تتطور عن البطاقة الصفراء ، في حين ان خطوطنا تنحدر و تتدرج الى اللون الأصفر فالابيض فالرمادي فالتلاشي .

هذا هو الشيء الايجابي الاكيد الذي سيحمله العام الجديد لأشقائنا في المملكة السعودية ، والذي نتطلع ان يطولنا منه جانب ، استيراد الورد الاصفر من قطاعنا الغزي ، فقد سمحت لنا اسرائيل تصدير عدد محدود (خمس) من شاحنات الورد الى اوروبا ، مع انها – اوروبا - ليست بحاجة الى ورد كما هو معروف ، وليس فيها لجنة معروف تمنع الاحمر ، الا إذا كان هناك تخوفا من ان تقوم لجنة معروف غزة بالمنع ، فهي بدورها لا تعترف في داخليتها الا بالرأس الهجرية ولا تحب عيد الحب ووردته الحمراء ، ولا زي المحاميات ، ولا ضحك الصحفيات ، ولا اختلاط الاولاد بالبنات في مدارس الوكالة ، لكنها تستطيع التخريج حين يكون الشأن متعلقا بالمصالح ، فالضرورات تبح المحظورات ، وقد تبين لها رغم الانتصار الكبير الذي تحتفي بمرور عام على تسجيله ضد اسرائيل ، ان الشعب يئن تحت وطأة الجوع والفقر والبرد خاصة لآلاف العائلات التي تردمت منازلها ، والمياه التي لا تصلح للشرب ، والمرض ، فلقد سمحت بدخول مصل الانفلونزا الذي لا يسمى ، وأجهزة كشفه المتطورة من اسرائيل ، بعد ان كابرت انه لا يصيب غزة لإيمانها وصلاحها ، فاصابها واتى على عشرة في غضون ايام .

في غزة ، لن يكون هناك احتفالات ، لا في المطاعم ولا في المنازل ، لأن الناس ما زالت بحاجة الانفراد الى ذاتها تعض على جراحها و تجتر احزانها التي خلفها الاحتلال ، فتأتي الذكرى السنوية دون ان يفي الاشقاء العرب ببناء منزلا واحدا يقي من تبقى من هذه العائلات برودة الشتاء بين السماء والطارق ، ويأبى العام النحس ان ينتهي قبل تدشين جدارا فولاذيا الكترونيا قالت عنه سلطة الضفة انه شأن مصري داخلي .

قال لي أحد معارفي ان جميع مطاعم بيت لحم نفذت تذاكر حجزها ، وبدى محتاسا اين سيسهر . قلت له في البيت ، فلجنة الامر بالمعروف سمحت به هذا العام في المنازل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق