الخميس، 4 مارس 2010

لون الريش 12-6-2009

لبيت دعوة لحضور ورشة عمل عن دور الاعلام في البيئة الانتخابية الفلسطينية دعت اليها مؤسسة الانتر نيوز (أصواتنا ) بالتعاون مع المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية في رام الله حاضر فيها حوالي عشرون من المسؤولين والمختصين والمفكرين والسياسيين والاكاديميين والضيوف الاجانب ، واكتشفت ان أحدا من كل هؤلاء لا يعرف إن كانت الانتخابات ستجري في موعدها المضروب في الخامس والعشرين من كانون ثاني القادم ام لا ، وقد تلاقت بذلك اراؤنا جميعنا ، متحدثين ومستمعين ، محليين وأجانب ، متفائلين ومتشائمين ، على الرغم من أن مارثون القاهرة ما زال منعقدا ودخانه الابيض لم يصعد بعد .

كان من أهم محاور الورشة التي استمرت ليومين متتالين في احد فنادق المدينة : اتفاقية اوسلو ، في اشارة لربما انها ما زالت سارية فعليا وعلى هديها جرت الانتخابات السابقة واللاحقة على حد سواء ، وان حماس التي خاضتها وفازت فيها ، انما هي جزء من مكوناتها وملحقاتها واستحقاقاتها ، أبت ام رضيت .

من بين المحاور ايضا كانت عناوين عن قانون الانتخاب والتشريعات والتمثيل النسبي وقانون الاحزاب والتسجيل والقوائم ومنظمة التحرير ومشروع نظامها الانتخابي ، ثم فتح وحماس وانتخاباتهما الداخلية ، الى ان وصلنا الى المؤتمر السادس لحركة فتح وتعطيله على مدار عشرين سنة .

لقد حاول القيادي الفتحاوي قدورة فارس ان يجيب في مداخلته ، على سؤال لماذا لم ينعقد مؤتمر فتح السادس حتى الان، ولماذا خسرت حركته معركتها الانتخابية الاخيرة . ورغم انه تقدم عدة مربعات على خارطة فك بعض خيوط الارباكات النظرية والعملية ، ومن بينها انه شخصيا لم يعد من ابناء الجيل الجديد في الحركة التي وعدت ان تطعم قيادتها بهم ، وان رفض مكان انعقاد المؤتمر على ارض الوطن من قبل البعض الخارجي لأسباب تتعلق بالتدخل الاسرائيلي ، هو نفسه قد يكون مبررا لرفض البعض الداخلي عقده في الخارج ، لأنه في الحالتين ستتدخل اسرائيل التي تمنح تصاريح الخروج لمن ترغب و تحجبها عمن لا ترغب .

وبعيدا عن مؤتمر فتح الذي من المفترض ان ينعقد على ارض الوطن في بيت لحم خلال بضعة اسابيع ، وبغض النظر عمن سيحضر وعمن سيغيب ، يمن فيهم الذين تغيبهم غياهب السجون كالمناضل مروان البرغوثي ، فإن الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والمحلية التي بحلول مطلع السنة القادمة ستكون كلها قد اصبحت مستحقة ، فإن لا شيء يبشر بإجرائها في وطن واحد ولشعب واحد .

وكان السؤال الأكثر لربما جرأة وتطورا من مسؤول في لجنة الانتخابات المركزية السيد هشام كحيل "ما جدوى الانتخابات" يتردد صداه في الاذان ، فالفائز سيكون اما فتح واما حماس ، وهذا يفاوض اسرائيل بشكل مباشر والاخر يفاوضها بشكل غير مباشر ، والفرق بينهما لم يعد يتعدى الفرق في لون الريش ، وإن بدى للبعض غير ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق