الخميس، 4 مارس 2010

مجرم الحرب 24-11-2008

لا ينظر العديد من الرسميين الفلسطينيين ولا منظّريهم من الانتلجنسيا التي مارست النضال ضد الاحتلال عن بعد (بالريموت كنترول) ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو ، والتي سرعان ما قفزت الى طاولة المفاوضات لتفاوض وتفاوض دون كلل او ملل ما بعد التوقيع ، لا تنظر الى شمعون بيرس كمجرم حرب شأنه شأن زعماء الليكود او بقية الاضراب من المعراخ ، فالرجل بذل جهودا جبارة على مدار عقود طويلة كي يظهر بمظهر الحمامة لا الصياد ... الحكيم والمصلح والخبير والساعي الى الصلح والسلام ، رغم أنه ليس كذلك على الاطلاق ، أو على الاقل لم تشي يداه بأي شيء من هذا القبيل ، بل وشت بما هو معاكس ومغاير على طول الخط ، بدءا من مساهمته الفاعلة في انشاء المفاعل النووي منذ علم 1951 ، أي بعد ثلاث سنوات فقط على قيام الدولة ، مرورا بتدشين اول مستوطنات الضفة الغربية وانتهاء بتجويع غزة .

حارب منظمة التحرير بلا هوادة ، وسمح بإجراء اول انتخابات بلدية عام 1976 في محاولة لخلق قيادة بديلة ، مهد الطريق نحو ما اسماه بالادارة المدنية وروابط القرى العميلة ، وكانت انتخابات 76 هي اول وآخر انتخابات .

لقد جاء وصفه بأنه مجرم حرب على لسان طالب انجليزي بجامعة اوكسفورد ، مفاجأة كبيرة تركته مصدوما ومذهولا عدة لحظات ، الى ان تم إخراج "الولد" من القاعة ، لكن ما ان استدرك مداخلته ، حتى خرج له آخرون يؤكدون انه مجرم حرب وأنه الان وهو رئيس للدولة يحاصر مليون ونصف انسان في غزة جوعا وعطشا وبردا ودواء .

إن الصفعة التي وجهها طلاب اوكسفورد للديناصور كانت أشبه بقصة الولد الذي رأى صيادا يذبح عصفورا ودموعه تنزل على خده ، فقال له ابوه ان ينظر الى يديه لا الى عينيه ، وهي كفيلة ربما ان توقظه بعد كل هذه العقود من عمره وعمر دولته من حالة التفاصم بين يديه وعينيه (لسانه) من أن فلسطين في قلب امة قالوا له عنها انها شبه ميتة وانها ارض بلا شعب ، وأنه بامتلاكه القوة العسكرية يستطيع الاستيلاء على حقوق الناس واقامةالسلام معهم في نفس الوقت .

صحيح أنه تقاسم معنا جائزة نوبل للسلام التي سبقه اليه ديناصور آخر وهومناحيم بيغن مع السادات ،لكن ها هو تلميذ من احفاد بيلفور ياتي ليسخر من الجائزة ويقول لصاحبها عينك عينك : انت مجرم حرب .

&&&&& &&&&& &&&&&

كتب الروائي السعودي عبد الرحمن منيف يقول :" فلسطين أكثر من مجرد ارض وبشر ، هي في ذاكرة كل فرد عربي مجموعة من المعاني والرموز والدلالات تراكمت وترسبت عبر اجيال عديدة وهي تعني لكل واحد بالاضافة الى الشيء المشترك شيئا خاصا ، كما انها تشكل مقياسا في الحكم على الاشخاص والمواقف وامتحانا للقوة والخوف والضعف والتقدم وسلامة الاتجاه" . ومن المهم معرفة ان هذا الكلام عن فلسطين وضعه منيف قبل احتلالها عام 48 في روايته "سيرة مدينة" ـ عمان في الاربعينات ـ ص226

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق