الخميس، 4 مارس 2010

كاد هذا المعلم في وقت مضى ان يكون رسولا 17-4-2009

اتصل الطالب بوالده الطبيب يطلب منه ارسال سيارة اسعاف الى حيث الرحلة التي نظمتها المدرسة الى اريحا لأن المدرسين اعتدوا على ثلاثة من زملائه بالضرب المبرح الامر الذي أفقد أحدهم وعيه ، وبالفعل ارسل الاب الطبيب سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر اقلت الطفل المضروب الى المستشفى ، ولحسن الحظ ان الطالب تعافى وخرج من المستشفى وكذلك المدرس خرج من السجن .

قبل يومين فقط من هذه الحالة التي نخجل منها كلنا ، دعا مدير التربية والتعليم الى مؤتمر صحفي اطلق خلاله حملة رمي العصا من المدارس ، وكان بذلك قد وضع يده على الجرح ، وواضح ان الجرح اعمق مما يعتقده المدير التربوي ، فالضرب لا يقتصر على مدرسة او مدرستين ، ولا على مدرس او مدرسين ، ولا على عصا او عصاتين ، بل على برابيج بلاستيكية يحتفظ المدرسون بها في صفوف الدرس وفي بعض المدارس يحتفظ بها مدراء المدارس في ادراج طاولاتهم ، وعليه فإن الاستنتاج الاول هو ان المدراء مشاركون في هذا الضرب ، وإذا ادعى احدهم انه لا يعرف شيئا عن هذه البرابيج التي يمتشقها مدرسوه ، فالمصيبة أعظم .

لم يكن مدير التربية والتعليم بحاجة الى عقد مؤتمر صحفي كي يطلب من أعضاء سلكه التدريسي القاء عصيهم وبرابيجهم جانبا ، بل إصدار اوامره اليهم بوضوح وبدون استثناءات وبدون الاستماع الى مبرراتهم في حال وصلته واحدة من هذه القضايا ، كأن يسأله عن السبب الذي دفعه الى استخدام عصاه او بربيجه ، ثم يذهب الى تصديق المدرس في ما طرحه من اسباب ليحمل بعدها وجهة نظره في تبرير اسباب استخدام العنف ويخرج منها هذا المدرس كما الشعرة من العجين .

العنف في مدارسنا لا يقتصر كما نعرف كلنا على الضرب الجسدي الذي يحط من كرامة الطالب ولا يحقق شيئا للمدرس الذي يلجأ اليه ، بل يحط من كرامة الضارب ايضا ، ولقد صدرت اوامر واضحة ومشددة في وقف العنف حتى لدى الاجهزة الامنية التي مات في اروقتها عديدون ، واضطر الرئيس الراحل ياسر عرفات اصدار تعليمات مشددة حول هذا العنف ووقفه ، فكيف بالله عليكم ان يتوقف هذا العنف في اقبية التحقيق ولا يتوقف في غرف التدريس وباحات المدارس .

العنف في مدارسنا لم يحقق ايا من الاهداف التي يصبو اليها تربويونا و مدرسونا ، بل على العكس تماما ، فقد تراجع مستوى التحصيل العلمي كثيرا خاصة في المواد التعليمية الاساسية ، وازداد تمرد الطلاب و انحدرت اخلاقياتهم واصبح البعض منهم يخفي في جيبة سترته سكينا او موسى عوضا عن البيلفون ، عدا عن تفاقم العنف وزيادة العصي والبرابيج في المدرسة .

كنا وما زلنا بحاجة الى ان يدعونا مدير التربية والتعليم الى مؤتمر صحفي يبلغنا فيه انتهاء ظاهرة العنف من مدارسه وخلوها من العصي والبرابيج ، ولا بأس ان يكون قد جمعها ليعرضها في المؤتمر للتدليل على بداية عهد تربوي جديد يخلو من هذه الادوات المرعبة والمنفرة والتي لا يستقيم وجودها في يد المعلم الذي كاد ان يكون رسولا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق