الخميس، 4 مارس 2010

انعكاسات 2008 على 2009 26-12-2008

انتهى عام 2008 تقريبا ونحن لما نزل أحياء نرزق ، وهذا جيد بحد ذاته ، فغيرنا بالكاد يجد قوت يومه كما مع قطاعات واسعة من الشعب في غزة ، وإذا ما نجح في ايجاد كفاف يومه ، فإنه بالكاد يجد الدفء والنور والدواء ، وقد اضيف النقد "العملة" الى ذلك واضطرت البنوك الى اغلاق ابوابها .

جيد ايضا من بقائنا احياء هو ان نشهد بأم أعيننا الكثير من الاكاذيب التي اغدقت علينا ، وكان مجرد التشكيك في صدقيتها يعرضنا لطائلة المسؤولية ، ومن أبرز هذه القضايا قيام الدولة المستقلة ومؤتمر الاستثمار الاقتصادي الذي عقد في بيت لحم وانعقاد المؤتمر السادس والانتخابات الفلسطينية ، وطبعا الوحدة الوطنية التي ضاقت بها رام الله وغزة فأستضافتها صنعاء والقاهرة وقبلها مكة ، وكدنا نذهب الى الخرطوم وداكار .

بإنتهاء عام 2008 إكتشفنا مدى سذاجتنا إزاء قراء الطالع من المنجمين الذين وإن صدقوا كذبوا ، و على رأس هؤلاء يقف غالبية ساستنا العرب وحاشياتهم من مثقفين ومفاوضين واعلاميين وشعراء ورجال دين ، وإذا كان جورج بوش لم يبر بوعده ازاءنا ، فإنه ليس المدان الوحيد في ذلك ، بل كل الذين صدقوه واولوا تصريحاته كل تلك الهالة والقدسية ، رغم انها ليست المرة الاولى التي يعد ولا يف ، ففي عام 2004 وعد بقيام الدولة من خلال خارطة الطريق رحمها الله .

في أواخرها ، وبالتحديد في 14 -12-2008 ، وقف صحفي عراقي مغمور ، ورشق فردتي حذائه في وجه بوش ، ووجه له بعض الكلمات النابية ، فقامت دنيا النظام العربي لتدين هذا السلوك الذي لا يتلائم مع كرم الضيافة العربية ، وذهبت الانتلجنسيا الى الحط مما اقدم عليه هذا الصحفي وان هذا لا يحرر الاوطان وإنما يعزز الغوغاء في الشارع العربي ... وبعد ذلك اكتشفنا كيف يكون الكرم العربي الذي اغدق على الكونداليزا هدايا بما يزيد على نصف مليون دولار ، بما فيها طقم مرصع بالماس والزمرد أثار الكشف عنه جدلا ديبلوماسيا بين من يكون قد قدمه لها ، الملك عبدالله – الاردن أم الملك عبد الله – السعودية .

ظل الاسرى يتعفرون في قيدهم ، كان عددهم يناهز عشرة الاف ، والآن اكثر من احد عشر الفا ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان غزة مستثناة من مثل هذه الاعتقالات ، واستمر الموت في السجون ، أخرهم الشهيد المقدسي جمعة اسماعيل ، وتواصل اقـتحامها ، آخرها سجن عوفر . ومروان البرغوثي الذي وعدوا بإطلاقه وتكهن البعض بأن يصبح رئيسا ، ها هي اسرائيل تصدر حكما بالسجن الفعلي ثلاثين سنة على أحمد سعدات دون ان يرف لها جفن .

ومع كل ذلك ، كانت سنة 2008 جيدة ، إذا استطعنا ان نستلهم منها اكنشاف الاكاذيب القادمة وانعكاساتها على سنة 2009 ، والتي تشير الوقائع انها ستكون حبلى بالكثير منها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق