الثلاثاء، 9 مارس 2010

حماس والانتخابات ... صحيح لا تكسري 29-1-2010

يوم أقدمت حركة حماس على حسم قطاع غزة عسكريا ، وبدت المسألة وكأنها حادث عرضي ، أو سحابة صيف سرعان ما تنقشع ، كما قالت لمصر في قضية مقتل الجندي فرحان ، فيرد عليهم الرئيس مبارك "لقد كثرت سحاباتكم" ، تصور البعض انها ، أي غزة ، ستكون سحابة صيف وسرعان ما ستعود المياه الى مجاريها وغزة الى شعبها ووطنها ، ولكن ها قد انطوت كل سحابات الصيف وكل غيوم الشتاء على مدار ثلاث سنوات دون ان تعود . وليس عودة غزة الى الضفة او الضفة الى غزة هو الموضوع ، مع انه سيظل موضوع المواضيع ، بل مسألة الانتخابات التي استحقت قبل أيام ، والتي نميل للاعتقاد انها لن تجري في المستقبل المنظور رغم ورود تاريخ محدد في الورقة المصرية هو الثامن والعشرين من حزيران القادم ، نكون قد تجاوزنا ذكرى النكبة الثانية والستين وذكرى النكسة الثالثة والاربعين والذكرى الثالثة للحسم.

تقول حماس ان ولايتها مستمرة لحين اجراء انتخابات جديدة ، رغم ان هذه الولاية المحددة بأربع سنوات قد انتهت ، وانها يجب وبالضرورة ان تحترم عقول الناس الذين انحازوا لها في يوم من الايام بالباع والذراع كما يقال ، اما ان تذهب وتقول لهم "نرفض أي انتخابات جديدة بدون تحقيق الوحدة الوطنية" فهذا ليس أكثر من سفسطة كلام لا يقود الا الى المأثور الشعبي "صحيح لا تكسري ومكسور لا تأكلي وكلي واشبعي " .

لا يهم المواطن العادي أكثر من ان يذهب كل اربع سنوات الى انتخابات نزيهة كي يختار قيادته ، خاصة بعد أن أرجأت جميع فصائله الوطنية مهمة تحرير فلسطين الى أجل غير مسمى ، وانخرطت كما رأينا في هذه العملية غير السوية ، انتخابات برلمانية تشريعية ورئاسية على ارض محتلة ، نفذ فيها الاحتلال في آخر اسبوع اثنين وعشرين توغلا وفق المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ، بمعدل ثلاث توغلات في اليوم الواحد.

ووفق من ميزوا انفسهم ايجابيا عن بقية القيادات التي حكمتنا من قبل ، انهم لا يستأثرون ولا يتفردون ، فإننا نرى حماس اليوم تضع قدمها فعليا ورسميا في نفس مربع الاستئثار والتفرد ، الذي عانينا منه ما عانينا ، وأنه لربما كان أحد أبرز الاسباب التي جاءت بها الى سدة السلطة ، فما أعطتها هذه السلطة سوى سلسلة من الخيبات المتلاحقة على أكثر من صعيد ، آخرها التربع في مربع الاستئثار بالسلطة والعض عليها بنواجذها ، في انتظار ان تتحقق المصالحة الوطنية مقدمة للانتخابات الجديدة ، وحتى تحين تلك الساعة ، ليذهب الشعب ومصالحه واستحقاقاته وتطلعاته الى حيث ألقت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق