بإعلان ادارة جامعة بيت لحم عن استئناف الدراسة بعد عدة ايام عن تعطيلها من طرف واحد ، تكون لغة الحوار بين طرفيها الرئيسيين قد توقفت ، او ان جميع جهود الوساطات الخيرة لتقريب وجهات النظر من بعضها بعضا قد وصلت الى نهايتها ، وفي هذا شيء مجزن ، ومبعثه ان طرفا يريد ان يفرض رأيه على الطرف الآخر ، وفي هذا ليس في مصلحة الجامعة .
ربما كانت ادارة جامعة بيت لحم الاجنبية المتدينة مسيحيا هي اول ادارة جامعية في فلسطين قد ذهبت بعيدا في الاسهام لتشكيل مجلس اتحاد طلبة منتخب منذ يوم تأسيسها قبل ما يزيد على خمس وثلاثين سنة ، وحذت الجامعات الاخرى التي أخذت بالتأسيس حذوها ، وكانت تطلق على مجلس الطلبة تعبير "الحكومة الطلابية " ،students government” “ ويسعدني انني كنت من ضمن تلك الحكومات ، التي قادت العمل الطلابي في علاقة طبيعية مع تلك الادارات السابقة ، مضمونها اننا نختلف مع الادارة من أجل ان تسير الجامعة الى الامام . وخضنا صراعات واضرابات ما انزل الله بها من سلطان ، ولكنا كنا نشعر دائما ان الادارة لا تريد ان تكسر ارادة الطلبة ، ولا تريد للمجلس ان يمثلها بقدر ما يجب ان يمثل الطلبة ، لأنها كانت تدرك ان ليس هناك جامعة بدون طلبة ، وان هؤلاء الطلبة ليسوا كما الثانوية او الابتدائية بدون قيادة قوية تقودهم وتوحدهم حتى ضد بعض من قراراتها .
دائما كانت تلك الادارات تجد حلا وسطا او وسطيا ، بمعنى المثل الذي يقول : لا يموت الذئب ، ولا تفنى الغنم . وفي أحد المرات ذهب رئيس الجامعة "الأب جوزيف لونشتاين" وهو ما يزال حي يرزق ، ان يقترح هو علينا اغلاق الجامعة لمدة يوم واخلاء الطلبة منها ، كي يحرس الجيش الذي يحاصر الجامعة مكانا خاليا .
وبدأ دور مجلس اتحاد الطلبة بالتآكل شيئا فشيئا ، وما عاد يستطيع تمثيل الطلبة ، وسال لعاب بعض الادارات اللاحقة الاستحواذ على المجلس او صلاحياته ، وأسهم في ذلك لربما حظر الانتخابات ، وهي حقبة مجيء السلطة الفلسطينية ، وأطلعني عميد الجامعة في تلك الفترة على رسالة اعتبرها سرية من قيادة السلطة تحظر الانتخابات . وكان هذا حال معظم الاتحادات والنقابات بما في ذلك العمال والمحامين والصحفيين والمعلمين الذين تم اعتقالهم عندما اعلنوا الاضراب .
اذا توقف الكلام بين ادارة الجامعة وادارة الطلبة ، فهذا ينذر بالشيء الخطير ، لأن الجامعة ، وعلى الآخص جامعة بيت لحم ، هي حاضنة الحوار والفكر والابداع والحرية ، وهذه كلها مقومات اساسية للنهوض والتحرر ، واذا لم نستطع ايجاد ذلك في رحاب جامعة كجامعة بيت لحم ، ترى ، اين سنجده ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق