الثلاثاء، 9 مارس 2010

المصالحة هدف ام وسيلة ؟؟ 4-1-2010

يشيع العديد من زعماء الفصيلين ، والفصائل الاخرى ، ان المصالحة بين الفصيلين الكبيرين و"الوحدة الوطنية" عموما ، تشكل الطريق الاقصر لتحرير فلسطين ، ونميل لتصديق ذلك ، الا في حالة فصائلنا ، ذلك ببساطة ان مهمة التحرير لم تعد على الاجندة الوطنية منذ توقيع اتفاقية اوسلو التي لم يخطيء الكثير من خبراء العالم ، ثورييه وسياسييه ، على حد سواء في قراءتها من انها ستحتوي الثورة الفلسطينية ، تقلم أظافرها وتنتزع أسنانها وتعطيها كمية كافية من الفتات ، فتقوم هي بعد ذلك بالباقي ، تقلم وتنتزع وتوزع من الفتات .

حدث هذا مع الحركة الام التي دخلت مرحلة الخريف قبل ايام ، واحتفلت ، واحتفلنا معها بعيدها الخامس والاربعين ، وتمنينا لها العمر المديد ، كانت بالطبع قبل أقل من ستة أشهر قد اقدمت على عقد مؤتمرها الذي مضى عليه عشرون سنة ، اي ما يقترب من نصف عمرها ، في غياب مؤسسها وقائدها وأكسير ديمومتها ، واعتقد البعض انه بالتئام كادرها المتوسع حد التضخم ، هنا وفي الشتات ، انما تستطيع التصدي لمهماتها الاشبه بالمعضلات ، وعلى رأسها النضال العنيف ، او ما يسمى في علم الثورات (القديم والقديمة) ، بالكفاح المسلح . وقد تكون قد نجحت في تخريجه على الورق ، لكن على ارض الواقع ما زال هذا غير متاح وغير مستساغ ، وبالادق ما زال ممنوعا من قبل اسرائيل ومعها امريكا والاتحاد الاوروبي ومن تبقى من الرباعية الدولية وكافة المانحين .

وحين قال زعيمها الجديد انه لن يرشح نفسه مرة اخرى نتيجة انغلاق جميع الطرق أمامه ، تكون الحركة قد دخلت منعطفا وتحديا جديدا ، يصعب حله أوالوقوف أمامه طويلا ، وخاصة ان الوصفة الوحيدة المسموح تناولها او تداولها ، هي الصبر . ولا نظن هنا انه من النوع الذي يشكل مفتاح الفرج .

هناك بالطبع معضلات اخرى ، نصف الوطن الذي اقتطعته حماس ، وأقامت عليه سلطتها ، وقد نهجت ما نهجته فتح ، ولكن بطريقة تبدو معكوسة ، فهي تقول بالكفاح والجهاد والتحرير (من النهر الى البحر) ، لكنها في الواقع تفعل شيئا مغايرا، وبهذا يكون النضال العنيف ضد الاحتلال قد أصبح شيئا من التراث .

المصالحة الفتحاوية الحمساوية مطلب شعبي بحد ذاتها بالرغم من انها ليست هدفا بعينه ، انما هي وسيلة لتحقيق هدف يتمثل في تعميق الديمقراطية وتجلياتها الرئيسية في الانتخاب الدوري وتدويل السلطة ووضع البرامج والمحاسبة والمكاشفة ومنع الفساد وملاحقة الفاسدين . وإذا لم تستطع المصالحة تحقيق ذلك ، او على الاقل رسم ملامح الطريق نحو ذلك ، فإن الخشية ستظل تدهمنا من العودة للمربع اياه بعد كل مصالحة مناكفة ، كما حصل في صلح مكة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق