الثلاثاء، 9 مارس 2010

ابو حسين اوباما وجدته المسلمة 22-1-2010

لا بأس ان يتفاءل الناس هنا وفي اربعة ارباع الكوكب بمدير جديد للعالم ، شاب متعلم متخرج من اعرق الجامعات العالمية ، طموح ، تقدمي ، في ظرف كادت تغرق فيه سيدة العالم الحر بأتون النار التي أشعلها السلف المتخرج من مصحات العلاج الادماني والذي وصل به المس الهوسي انه على اتصال مباشر مع الرب العظيم ، ويرى في كل من ليس معه عدوا له متماثلا مع اسامة بن لادن ، أنعش سياسة الكذب على مدار ثماني سنوات من حكمه مبتدءا اياها بعلاقات مؤكدة بين صدام والقاعدة ، ومنتهيا بإقامة دولة فلسطين المستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل نهاية فترة حكمه اواخر 2008 .

نسوق ذلك مع انتهاء السنة الاولى من حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما ، والتي جاءت كما لم يتوقعه أحد من الفشل والاخفاق وسوء الاداء على الصعيدين الداخلي الامريكي والخارجي العالمي ، بما في ذلك فشله حتى في اغلاق سجن جر على أمريكا من العار ما جعلها شبه عارية مقياسا بشعاراتها التاريخية في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان .

في القضايا الكبيرة ، كأفغانستان والعراق يغوص أكثر واعمق في وحلهما ، للدرجة التي ضاعف من ميزانيات احتلاله لها ومن عدد جنوده فيها ، وبدا يتهاوى تحت ضربات طالبان والبعث ، حتى وصل به الامر ان يغازلهما فتتأبيا عليه . في فلسطين تكشف عجزه في ان "يمون" على ربيبته بتجميد الاستيطان ، فيتضاءل رصيده الشعبي الفلسطيني والعربي على حد سواء ، وجاء خطابه من القاهرة أجوفا وليس أكثرمن حبر على ورق ، يصب في خانة الذين يقولون ولا يعملون ، كسلفه .

لقد تبدد تفاؤل الناس عموما ، وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص ، لأنه كان هبلا اكثر منه أي شيء آخر ، كالذي بنى ذلك على ان اوباما من الحزب الديمقراطي ، متناسيا او متجاهلا ان نصف تاريخ امريكا ولربما أكثر هي من صنع ومن طبخ هذا الحزب ، بل أنها لم تسنح ولم تسمح لحزب ثالث آخر ان يتولى حكمها ، ومع ذلك فإن الذي بنى تفاؤله على ذلك ، كان افضل ممن بناه على لون اوباما الاسود والقريب من لوننا ، وكأن اللون هو الذي يحدد سلوك البشر خيرها من شرها ، متناسين او متجاهلين ان الكونداليزا كانت من لوننا ، وكذلك كولن باول .

وقد وصل الامر ببعض العرب ان يطلقوا عليه "ابو حسين" تحببا وتيمنا بأنه عربي من صلب عربي ، متناسين او متجاهلين انه قد حكمتنا أنظمة عربية بأسماء عربية وألسنة عربية جرت علينا ويلات وخيبات ما كان لآخرين التجرؤ على ارتكابها . ومع ذلك يبقى هذا أقل سوءا من اولئك الذين راهنوا على اوباما من باب جدته المسلمة التي منحها القذافي ان تحج على نفقته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق