الجمعة، 5 مارس 2010

فرط رمان الذهب وثقافة الصمت 23-10-2009

من بين الافلام الوثائقية الاربعة التي اعلنت مؤسسة شاشات عن بداية عرضها لموسمها السينمائي الخامس ، فيلم "فرط رمان الذهب" للمخرجة غادة الطيراوي ، ابنة مدير المخابرات الفلسطينية السابق توفيق الطيراوي ، حيث وظفت المخرجة حكاية شعبية عن فتاة تحمل هذا الاسم لشدة جمالها رأت عندما ذهبت "للكتاب" ان الشيخ يلتهم طفلا ، فصمتت بعد ان هربت ، ثم كذبت عندما كان يطاردها الشيخ ويسألها عما رأت : فرط رمان الذهب ، ماذا رأيت في سيدك عجب ، كي تسقطي خلخالك الذهب ، عند العتب ؟

فتجيب : رأيته يصلي ويصوم ويعبد الرب القيوم .

لا تنتهي الحكاية عند هذا الحد البشع ، في "ثقافة الصمت" لدى فرط رمان الذهب ، رغم ما صاحبها من جبن وهروب وكذب ، تضمن ان يستمر سيدنا عجب في التهام اطفالنا طفلا وراء طفل ، بل لأن يدفع الصامت ثمنا لا يقل ابدا عمن تكلم ، إذ يختطف سيدنا عجب أطفالها الثلاثة بمجرد ولادتهم ، ولا ينسى في كل مرة ان يطلي فمها ببعض الدم ، لتتهمها حماتها بعد ذلك انها غولة تأكل اطفالها ، وانها بعد ذلك ستأكل جميع من في البيت . وليس هناك من معنى للبيت هنا ، الا المجتمع ، الذي يتناوب على أكله ، سيدي عجب ، وفرط الرمان .

المخرجة غادة وظفت الحكاية بشكل مباشر نحو اهمية كسر الصمت إزاء ما تتعرض له المرأة من حالات تتعلق بجسدها ، اغتصابا او زواج الاكراه او سفاحات القربى ، رغم ان الحكاية الشعبية ليس فيها ما يشير الى اي شيء من هذا القبيل ، سوى ان فرط الرمان انثى في السابعة من عمرها ، ورأت سيدنا يأكل طفلا ذكرا . ربما لأن الممول الاوروبي يهتم بموضوع المرأة وانتهاكها ، في الوقت الذي ينتهك فيه الشعب برمته رجاله ونساءه واطفاله وشيوخه على حد سواء ، والانتهاك لم يقتصر على المس بأجسادنا ، بل تعداه الى انتهاك ارواحنا وافكارنا ، بعد انتهاك ارضنا ، وقد اسهم في ذلك بشكل مباشر ، وما زال . وتقرير غولدستون آخر دليل بين ايدينا وليس الآخر .

المهم ان فرط الرمان تم حجزها في منطقة مهجورة لتطلب من زوجها ان يأتيها بعيدان شجرة الرمان ولوح من الصبر ، لتبدأ بضرب اللوح كناية ان الصبر سيء ، وأنه لم يسعفها في استعادة اطفالها ولا في درء تهمة التهامهم عنها .

و للأسف الشديد ، يشعر الناس بالتعاطف مع فرط الرمان ، لمعرفتهم انها بريئة من اكل اطفالها ، غيرمدركين ان الصمت والهرب والكذب والتملق هي من قادتها الى تلك النتيجة ، وهي بالتالي لا تقل خطورة عن ان تلتهم أم اطفالها . ربما لأننا جميعنا نمارسه ولم نأكل اطفالنا بعد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق