الخميس، 4 مارس 2010

كونداليزا كلينتون 2-3-2009

كأن ما حدث في غزة وهز ضمير العالم ، لم يهز شعرة في رأس وزيرة الخارجية الامريكية العتيدة هيلاري كلينتون ، التي رفضت ادارتها التعقيب بكلمة ازاء تلك المجازر في ساعات ارتكابها بسبب انها لم تكن قد ولجت عتبة البيت الابيض بعد .

اليوم ، وبعد اكثر من اربعين يوما على ولوجها ، تأتي السيدة كلينتون الى حيث يجب ان تكون ، المؤتمر العالمي لاعادة اعمار غزة ، والذي دعت اليه مصر بتؤدة في سياق خطة عملاقة ابتدأت بوقف الحرب ، اتبعتها بلقاءات المصالحة الوطنية بين فتح وحماس ، وكادت ان تنهي ملف شاليط ايضا .

السيدة كلينتون التي لم يهمها من كل ما سبق الا موضوعا واحدا هو ان لا تذهب الاموال (حوالي ثلاثة مليار دولار) الى حماس او اي حكومة مشاركة فيها الا اذا اعترفت بإسرائيل ، فيتيه مواطن مثلي بين اهتمام السيدة كلينتون ان كان بالمال الذي ستأخذه حماس ام باسرائيل التي ترفض حماس الاعتراف بها . رغم ان حماس اعلنت انها لا تريد الاستحواذ على هذه الاموال ولا تريد تسييسها ، وفي نفس الوقت فانها تفاوض اسرائيل عبر مصر وغيرها من الدول والشخصيات ، والا كيف استطاعت مصر التوصل الى وقف الحرب بين الطرفين والسعي نحو الهدنة التي لا تمانع حماس ان تمتد لخمسين سنة .

لقد سقطت تصريحات السيدة كلينتون علينا كما الصاعقة ، ليس من باب الدفاع عن حماس او الاقلال من قيمة السلطة وفتح ، بل من باب انها جاءت لتسييس قضية انسانية تتعلق باعادة اعمار ما دمرته حليفتها اسرائيل على مدار ثلاثة اسابيع واصلت فيها الليل بالنهار قصفا جوا وبرا وبحرا ، وغالبا بعتاد دولتها الامريكية .

وبدلا من تأتي أسفة لهذا العدد الكبير من الضحايا وخاصة الاطفال الذين ابادتهم الالة العسكرية الاسرائيلية الامريكية العملاقة ، أو من تبقى منهم أيتاما ممن فقدوا الاب او الام او الاخوة او الاخوات وفي بعض الحالات ممن فقدوا كل هؤلاء ومعهم منزلهم الذي كان يأويهم ، تأتي لتضع عصيها في دواليب مصر ومعها فرنسا والامم المتحدة واللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي ، الذين لم يكتفوا برؤية غزة على الشاشات ، بل قاموا بزيارتها على ارض الواقع ، دون ان يتوقفوا طويلا عند من الذي يحكمها حماس ام غيرها .

لتتخيل السيدة كلينتون ، فقط من باب التخيل ان ترفض حماس قرارها ، وهي التي تحكم غزة بالفعل لا بالقول ، ونجحت في صد اسرائيل ومنعتها من تحقيق اي من اهدافها واهداف امريكا جورج بوش وكونداليزا رايس الذين ايدوا هذا العدوان وهذا القتل وهذا الدمار في غزة ، ألا يعيق موقفها هذا فرصة اعادة الاعمار ويطيل معاناة الناس المنكوبين اكثر فأكثر . أم هي السياسة الامريكية : كونداليزا رايس تقرر الحرب وكونداليزا كلينتون تستثمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق