الخميس، 4 مارس 2010

الصراع على الاصوات الاتنخابية يحتدم 3-2-2009

لا نظن أن تهديدات باراك المعراخي و ليفني الكاديمية ، ومعهما اولمرت الذاهب بدون رجعة الى الحكومة او المعارضة ، بضرب حماس ، تهديدات جدية ، رغم وضوحها وقسوتها وشدتها . لكنها منطقية من حيث انهم لا يستطيعون مواجهة الناخب الاسرائيلي بعد اسبوع بنتائج غزة التي حصلوا عليها وحاولوا ما استطاعوا من تمريرها على انها انتصار ستفت من قوة حماس وشوكتها .

ليست نتائج الاستطلاعات هي التي تؤشر نحو ذلك فقط ، والتي دفعت المعراخ للمرتبة الرابعة ليحل محله حزب ليبرمان ، بل ايضا كل هذا الزخم العالمي والعربي الشعبي وشبه الرسمي الذي وإن كان لا يصب مباشرة في الطاحونة الحمساوية ، فإنه بكل تأكيد يحرج اسرئيل ويدفعها نحو زاوية العزلة والدفاع عن ذاتها من وصمة جرائم الحرب .

وهناك واقعتان نوعيتان تتعلق الاولى بحماس التي صعدت من لهجتها ووصلت الى انها بصدد تشكيل مرجعية فلسطينية جديدة ، والثانية تتعلق باسرائيل التي لم تستطع وزيرة خارجيتها تسيفي ليفني السفر الى بروكسل قبل ان تحصل على تأكيدات وتطمينات من الحكومة البلجيكية بعدم اعتقالها .

قبل حوالي ثلاثة اشهر ، خرج طالب انجليزي في جامعة اوكسفورد منفجرا في وجه الرئيس الاسرئيلي شمعون بيرس يقول له انت مجرم حرب لأنك تحاصر مليون ونصف انسانا حصارا شاملا ، فانقض الحرس على الطالب واخرجوه من القاعة .

لم تكن الحرب قد وقعت على غزة ، ولم يستطع بيرس او غيره من زعامة اسرائيل التقاط الرسالة الانجليزية، و بدلا من وقف حصارهم ذهبوا الى قصفها بكل ما اوتوا من قوة جوا وبحرا وبرا بما في ذلك السلاح المحرم دوليا على مدار ثلاثة وعشرين يوما . الى ان جاءهم هذه المرة أردوغان رئيس وزراء تركيا ، الدولة التي اعتمدت حتى الان كدولة صديقة لاسرائيل ، والتي توسطت بينها وبين سوريا حتى وقت قريب في مفاوضات عرفت انها غير مباشرة .

الآن من الصعوبة بمكان شن حرب جديدة على غزة اسبوعا قبل الانتخابات، ومن الصعب أيضا الذهاب الى الانتخابات بهذا السجل الواهي و الذي من شأنه فقط تأمين فوز مريح لليمين واليمين المتطرف برئاسة نيتنياهو الا اذا استطاعت الحكومة ارجاع الجندي الاسير لدى حماس جلعاد شاليط الى البيت سالما ، وهذا ما صرح به باراك مؤخرا .

إن اعادة شاليط الى البيت ، من شأنه ان يرفع اسهم باراك وكاديما في الشارع الانتخابي ، قد لا يكون للدرجة التي تمكن باراك او حتى ليفني من الفوز ، بل للدرجة التي تحول دون تمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة الثانية والثلاثون القادمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق