الخميس، 4 مارس 2010

لماذا لم أغير بطاقتي 23-6-2008

إنتهى ترخيص سيارتي قبل أيام ، ورغم أنها لا تلزمني كثيرا ، السيارة ، بسبب من الحواجز المضروبة بين ما أطلقت عليه السلطة بعد مجيئها "المحافظات الشمالية" عن الضفة ، "والمحافظات الجنوبية" عن غزة ، ثم انتشار هذه الحواجز بين شمال المحافظات الشمالية وجنوبها ،كبيت لحم ونابلس مثلا ، ثم إنتشارها بين شمال المحافظة الشمالية الواحدة وجنوبها ، مثل بتير والدهيشة مثلا .

المهم ، ذهبت لترخيص سيارتي في دائرة الترخيص ، وفوجئت لدرجة الذهول أن وضع هذه الدائرة ما زال كما كان عليه الحال قبل ذهاب الاحتلال ،منطقة سجن أو ما شابه أكثر منها دائرة خدمات ، أقفاص أكثر منها مكاتب ، ألواح من الزينكو تحيط بمكان إنتظار المراجعين ، ولم أنتبه للسقع إن كان بدوره مسقوفا بمثل هذه الألواح التي بالكاد يقبل صاحب زريبة بها لغنمه .

وأطل علي في الشباك الأول ، وما هو بشباك ، بل طاقة صغيرة بالكاد تسمح للكلام أن يدخل أو يخرج منها ، موظف محترم ، وعاتبني اننا نحن الصحفيون مقصرون إزاء وضعهم . موظف البنك الذي يطل برأسه من شبك مماثل لتلقي الرسوم ، تشك إن كان فعلا سيأخذها لصالح الدائرة من خلال هذه الطاقة ، أقصد البنك أم لجهة أخرى .ناهيك عن الاضاءة السيئة والمقاعد الخشبية التي أعتقد أنها هي نفسها المقاعد المستخدمة منذ أيام الاحتلال والذي كان يتعاطى مع الدائرة من بابها الأمني ، ومع مراجعيها كمخربين .

في السنوات الماضية كان زملائي يقومون بهذه المهمة ، وهي بالمناسبة ليست معقدة ولا تستغرق الكثير من الوقت ، ليس لسهولةالاجراءات وسلاستها ، بقدر أن السائقين بدأوا يحجموا عن تجديد الترخيص ، خاصة بعد اندلاع اعمال انتفاضة الأقصى .

وأسرّ لي مسؤول أن مظهر الدائرة السيء ، لا يقاس مع جوهرها ، وسوء الأداء واصدار التراخيص كيفما اتفق ، ربما دار الحديث عن مرحلة ما سابقة ، وتعرضها للإحراق أكثر من مرة لأسباب لا نحتاج الى الكثير من النباهة لمعرفتها . وفي مكان الفحص قال لي مسؤول ان مشكلتنا مع محسوبين على الأجهزة الأمنية الذين يريدون تنجيح مركباتهم حنى لو كان هذا على غير وجه حق . وبهذا يكتمل شكل وجوهر الدائرة ويكمل كل الآخر ، المبنى والمعنى على حد سواء .

سألني الفاحص عن بطاقة هويتي ، لماذا لم أغيرها لبطاقة فلسطينية بدلا من البطاقة الاسرائيلية الاحتلالية ، فأجبته بأن هذا ما فعلته اسرائيل مع السلطة ، خدعتها ، ونزلت الأخيرة عند هذا الخداع ومررته على جماهيرها . لا فرق بين البطاقتين الا فرق اللون ، الاحتلالية برتقالية والفلسطينية خضراء ، أما رقم البطاقة (مضمونها) فبقي كما هو ، ومرجعيتي هو الكمبيوتر الاسرائيلي . وما ينطبق على بطاقتي ينطبق على الدائرة الترخيصية التي لم يتغير حتى شكلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق