الثلاثاء، 9 مارس 2010

الاعلام الاسرائيلي ليس حرا ولا ما يحزنون 12-2-2010

واهم من يعتقد ان وسائل الاعلام في اسرائيل حرة ، هي فقط كذلك اذا ما قورنت بوسائل الاعلام العربية المملوكة للنظام ولا تتنفس الا من رئتيه ، فيراها المواطن العربي حين ينظر اليها على انها حرة جدا مقياسا بإعلامه . ولمن لا يعرف ، فإن جميع وسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمسموعة تخضع للرقابة العسكرية ولإجراءات بوليسية متعددة ، خاصة في القطع الاخبارية والمشاهد التي تتعلق بالأمن ، وهي عبارة فضفاضة وواسعة للدرجة التي يمكن ان تطول كل شيء بما في ذلك البطالة والمهاجرين الجدد والمياه التي سقطت على بحيرة طبريا وزوجة نتنياهو السيدة سارة وعلاقتها بخادمتها ، ووالده الذي كشف عن عقائدية ابنه في رفضه للسلام مع العرب ، لا فقط مع الفلسطينيين ، فخرج ليقول انهم استغلوا كبر سنه .

لقد اغلقت االحكومة صحيفة حدشوت لأنها نشرت صورة الاخوة ابو جامع مختطفا باص 300 وهما احياء قبل ان تدعي انهما قتلا في الاشتباك ، واغلقت دار نشر لحركة ماتسبين في القدس الغربية ، واعتقلت مديرها ميكادو سنتين ، وفعنونو ثماني عشرة سنة بسبب تصريح صحفي للصاندي تايمز البريطانية ، واغلقت صحيفة الجماهير العربية النصراوية وعشرات الصحف والمجلات في القدس الشرقية "العاصمة الموحدة والابدية". الرقابة ايضا تطول بقية وسائل الاعلام الاجنبية التي لها مكاتبها ومراسلوها في اسرائيل بما في ذلك السي أن أن والجزيرة والبي بي سي ووكالات الانباء العالمية ، فلكم من مرة أجلت نشر اخبارها من اسرائيل الى ان يسمح الرقيب العسكري بالافراج عنها . يكفي التذكير انها في الحرب على غزة حظرت نشر اي صور الا ما يقرره الرقيب العسكري .

نسوق ذلك ، في معرض ما بثته القناة العاشرة عن مكتب الرئاسة الفلسطينية في هذا الوقت بالذات ، رغم ان القصة قديمة واجريت التحقيقات اللازمة حولها واتخذت قرارات عقابية صارمة ، وهي قصص تحدث في المجتمع الاسرائيلي والقيادي بيمينه ويساره شبه يوميا ، ولن نستطيع الالمام بكل تلك القصص التي كان آخرها مع رئيس الدولة السابق موشي كتساف ووزير الدفاع الاسبق اسحق مردخاي .

ما كان يمكن للقناة العاشرة ولا غيرها ان تفتح أثيرها على مصاريعه ، لو لم تتلق الضوء الاخضر من القيادة الحاكمة ، وهي قيادة اقل ما يمكن ان نقول فيها انها بقيادة شخص اسمه نتنياهو وحلفائه من "اسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان ، المطعونون بلوثة التاريخ الديني التوراتي والعنصرية والفساد و"عقدة البطل" الذي لا يتنازل عن حقوق اليهود في الارض التي وعدهم الرب بها ، رغم ان علاقتهم بالدين والرب ، فيها كل ما يقال .

ما كان يمكن لهذا ان يحدث ، لو ان العلاقة سوية بين اسرائيل والسلطة ، في موضوع عادي لدى اسرائيل ، وقديم لدى السلطة ، ونرى نتنياهو قد تقدم مؤخرا بشكوى رسمية للادارة الامريكية على التحريض الذي تمارسه السلطة ، الا اذا اعتبرنا ان ما تبثه القناة العاشرة خدمة وطنية للشعب الفلسطيني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق