قد يعتقد البعض ان تكون ايران هي الورقة التي تقايضها امريكا بالورقة الفلسطينية في المفاوضات التي يشهدها البيت الابيض مع زعماء المنطقة ، فتكون العامل المعول عليه لكسر جمود القضية الفلسطينية الذي يلفها منذ ستة عقود دون ان تلوح بارقة حقيقية للانفراج ، بل على العكس من ذلك ، نرى معظم الاشياء تعزز الصراع والعداء والمحاور .
القدس التي كانت عشية التوقيع على اتفاقية اوسلو واحدة من قضايا الحل الدائم ، اصبحت اليوم شيئا من التراث العربي ، والحديث عنها لا يتعدى الا الحرم القدسي مشمولا بالمبكى وابقاء الباب مفتوحا امام العثور على الهيكل من تحته ومن عند اساساته ، بل لقد امتد الحفر ليطول سلوان وما بعدها .
والمستوطنات بالكاد نطالب بتجميدها لا أكثر ، ولا تبدي الحكومة الاسرائيلية الجديدة اي استعداد لوقف توسعها ، وهي سياسة قديمة كان الشهيد ابو علي مصطفى قد اطلق عليها مصطلح التسمين ، واليوم نبدي الاستعداد بقبولها وسكانها بالجواز الفلسطيني ، وكأن لدينا فعلا جواز فلسطيني ، او انهم يقبلون بحمله ويعيشوا تحت سيادته ، وهم الذين بالكاد يقبلوا بالحكم الاسرائيلي . والاولى من هذا وذاك ، ان نعيش في كنف بعضنا بعضا ، غزة والضفة ، حماس وفتح ، من باب "اولى لك فأولى" .
والدولة التي كانت تتغنى بديمقراطيتها ، يعلنون عن يهوديتها ، وسن قوانين تعرض كل من يتنكر لهذه اليهودية ان يسجن سجنا فعليا .ناهيك عن اقتراح الولاء الذي قدمه ليبرمان لكل شخص يود العيش في دولته ، وهو يقصد بالطبع ما يناهزمليون وربع المليون من العرب الفلسطينيين الذين كانوا مواطنين قبل ان يأتي ليبرمان وقبل ان يقيم دولته اليهودية ويصبح وزيرا لخارجيتها .
واللاجئون في مخيمات الضفة وغزة ممنوع عليهم ان يحلموا بالعودة وترهاتها ، بإمكانهم تدبير امورهم حيث يقيمون في هذه المخيمات ، وان من تنطبق عليه شروط الموافقة على عودته من الخارج تدبير نفسه في هذه المخيمات .
لكن اسرائيل لسرعان ما ستعترض على المقايضة الايرانية الفلسطينية اعلاه ، لان ايران اصبح لها موطيء قدم من خلال حماس في غزة ، ولن يستطيع نتنياهو الاقدام على ما اقدم عليه شارون في الانسحاب من غزة ، ولهذا يطرح ما يسميه بالحل الاقتصادي الذي من شأنه ان يبعد شبح الفقر والذي في تلابيبه تتحفز عناصر التطرف والتدين والثورة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق