الثلاثاء، 9 مارس 2010

تؤلف ولا تؤلفان 8-1-2010

قبل عقد من اليوم دخلنا كما تذكرون ألفية جديدة من السنين ، رغم انه كان شائعا ان القيامة ستقوم وفق ما كان يقال "تؤلف ولا تؤلفان" ، وهو تعبير مكثف ينم عن ان الناس لا ترغب بالمزيد من حياتها البائسة المشوبة بكل انواع الظلم والاضطهاد والقسوة والفقر والحرمان ، وترغب في انتهائها كلها بخبطة واحدة وتقوم القيامة ، حيث العدالة والمحبة والرخاء .

كانت امريكا قد بدأت توطد اقدامها زعيمة للعالم كله ، الحر والذليل على حد سواء ، ومع الايام الاولى من مطلع الالفية الجديدة اختارت لنا جورج دبليو بوش الذي عرف عنه انه من أكثر الرؤساء الامريكيين غباء في كل تاريخها القصير ، ولما لم يكفه اربع سنوات لتجسيد غبائه ، مددت له اربع سنوات أخرى ، ونظن انه كان سيحظى بدورة ثالثة لو ان النظام الانتخابي يسمح بذلك .

كان واضحا لكل ذي بصر ان العرب يدخلون الالفية الجديدة على ظهور الخيل ، بالسيف اليماني والخنجر العماني والدشداشة الخليجية والسبحة والبرقع والعنبر والشماغ الأحمر ، ثم الأخضر ، وهي كلها بدون استثناء مصنوعة في الغرب ، في حين ان بقية شعوب العالم قد بدأت توطد اقدامها لدى دخولها الالفية الجديدة في تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات والاقمار الصناعية والانتهاء من الخارطة الوراثية والهبوط على المريخ .

مع الايام الاولى من الالفية الجديدة ، كانت اوروبا قد اعلنت وحدتها بجواز سفر واحد وعملة واحدة وبرلمان واحد ، كانت تدرك انه لا يجوز الدخول الى الالفية الجديدة كل دولة على حده كما يفعل المتخلفون ، رغم ان بعض هذه الدول هي دول عظمى بالمقاسات العالمية ، ولها عضوية دائمة في مجلس الأمن ، لكنها رفضت ان تدخل بدون قبرص والبانيا والهرسك على قدم المساواة ، موحدة رغم الخلافات والصراعات والحروب التي شقت شرقي القارة عن غربيها طوال نصف قرن واكثر .

في حالتنا العربية ، كنا ليلة "تؤلف ولا تؤلفان" اثنتان وعشرون دولة ، و مع دخولنا الالفية اصبحنا ثمانية وعشرين بدءا بدارفور السودانية ، والسلطة الفلسطينية وكردستان العراقية و المحاكم الصومالية وحماس الغزاوية واخيرا الحوثية اليمنية .

كان لدينا حوالي عشر جمهوريات وأكثر ، ثم اصبحت كلها بدون استثناء ممالك تورث العرش والسلطة للأولاد .... كان لدينا دولتان تقيم علاقات مع اسرائيل ، واصبح الآن خمسة ، ناهيك عن المكاتب التجارية والمفاوضات غير المباشرة والتمنع عن المفاوضات الا ضمن شروط .

أذكر وقتها انني طلبت من هذا المكان "المعادلة" بضرورة منعنا من دخول الالفية الجديدة ، لأن "تؤلف ولا تؤلفان" منطبقة علينا ، لا على الآخرين الذين بدأوا مع بداية العقد الثاني من الالفية الجديدة يعدون العدة "لقيامة" اول وحدة سكنية على القمر ، في حين ينجم العرب ان قيامتهم ستقوم خلال سنتين لا أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق