الخميس، 4 مارس 2010

القدس عروس عروبتنا 23-3-2009


لا بأس ان تكون القدس المحتلة عاصمة الثقافة العربية ، في الاتفاقات التي مهرها الزعماء العرب واوعزوا لوزراء ثقافتهم تنفيذ القرار ونقل العاصمة من مدينة الى اخرى في كل عام ، الى ان وقع الخيار على مدينة القدس التي ما زالت محتلة كما هو معروف ، وان احتلالها لا يمنع اعلانها عاصمة لهذه الثقافة العربية التي بدا انها نضبت منذ زمن بعيد ، بل أصبح المثقف الحقيقي لا يستطيع وضع كتبه الا في دور النشر الاجنبية وحين يتم ترجمتها او عرضها في السوق العربي يتم ملاحقتها من أجهزة هذه الانظمة ، وللاسف الشديد فإن سلطتينا في كل من الضفة وغزة ، لم تشذ عن قاعدة النظام العربي فلاحقت كتب ادوارد سعيد و نزار قباني و"قول يا طير" .

بدون شك ان القيادة الفلسطينية السابقة بذلت جهدها كي تكون القدس عاصمة للثقافة العربية ، وواضح من الاعلان عنها بالقدس الشريف ، بدلا من القدس المحتلة ، قد اعتقدت انها بحلول عام 2009 الذي نحن فيه تكون القدس قد تحررت ، بل ان اتفاقيات اوسلو يفترض ان تكون قد حررتها قبل عشر سنوات مع بقية قضايا الحل الدائم ، ولكن ها هي القدس محظور ان نخبط فيها ، ومحظور حتى على سكانها الاحتفال بهذه المناسبة المفرغة من المضمون الثقافي ، وها هي المستوطنات تنهشها كما السرطان ، وها هي الانفاق التلمودية تمتد من الاقصى الى حارة المغاربة الى حي البستان في سلوان ومنها الى الثوري ، واذا كان الملك داوود قد اقام مملكته هناك ، فماذا مع الشيخ جراح وعائلة الكرد الممنوعة من ان تنصب خيمتها امام بيتها.

لقد شكل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية في قصر الثقافة في الخضر حالة شديدة من الحزن ، ليس فقط لدى المقدسيين الذين منوا النفس وانتظروه بفارغ الصبر ، بل لدى بقية ابناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم هؤلاء الذين حضروا حفل الانطلاق في الخضر ، لأن واقعهم لا يقل سوءا عن سوء القدس ، ولأن القدس ظلت موصدة امامهم حتى في يوم اعلانها عاصمة للثقافة العربية .

لم تكن المشكلة في الاجراءات البوليسية التي اتخذتها اسرائيل في هذا اليوم ، بل في انها ما زالت تحتلها احتلالا عسكريا يوما فيوما منذ اثنين واربعين عاما . ولم تكن في الجهود الرسمية الفلسطينية التي بالغت في الاحتفال لكي يليق بها ، بل في المعطى الرئيسي والاساسي من ان القدس محتلة ، وهذا هو الشيء الاساسي الذي كان يجب ان يتم ابرازه فما تم الا اسقاطه . ربما لان القيادة الفلسطينية التي ما انفكت تفاوض اسرائيل ، اعتقدت انه هكذا يتم تحرير القدس بمجرد الاعلان عنها عاصمة للثقافة العربية ومجيء عدد من الضيوف العرب .

*** * **** ****

القدس عروس عروبتكم / فلماذا ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها / ووقفتم تسترقون السمع وراء الابواب لصرخات بكارتها / وسحبتم كل حناجركم ، وتنافختم شرفا / وصرختم فيها ان تسكت صونا للعرض / فما اشرفكم اولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟ .... مظفر النواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق