الخميس، 4 مارس 2010

الحوار الفصائلي .... ثور فاحلبوه 10-11-2008

فشل الحوار الفصائلي الذي رعته مصر على مدار الأشهر الطويلة الماضية بالرغم من الجهود المضنية التي بذلتها والاجتماعات العديدة التي عقدتها والروحية البراغماتية التي تمتعت بها ووعيها المسبق إزاء الأزمة وتعقيداتها ، للدرجة التي دفعت قياديا كنبيل شعث أن يستعجل اللقاء الحاسم مع حماس حين رأى ان موعده سيتأخر شهران .

دعونا نذهب الى عمق الموضوع بدون اللف والدوران :

الازمة / المشكلة بين الحركتين الحاكمتين الممسكتين على جناحي الوطن ، وما دعوة بقية الفصائل ، يسارها ويمينها والوسط ، وما أكثره ، الا من باب رفع العتب الذي حرصت مصر على ان لا تقع تحت سياطه . كان يجب حصر الأزمة / المشكلة حيث هي ، وبالتالي توفير الجهود وصبها في مكانها الحقيقي ، ترى ما الذي أضافته لقاءات مع فصائل حجم الريشة لا داعي لذكرها حرصا على عدم إحراجها أكثر مما هي محرجة ، وإذا كان فعلا لديها ما لديها ، فما الذي يمنعها من القيام بدورها التوحيدي وهي فلسطينية ومتفـوصلة وموجودة على ارض الوطن بجناحيه (المسالم والمجاهد ) الضفة وغزة .

تأخير اللقاء طوال هذه المدة ليس له علاقة بصعوبة المشكلة وبنودها الداخلية ، بل إنتظار مرور الانتخابات الامريكية وقبلها الاسرائيلية ، وفي هذا ما لايضير على الاطلاق ، ففي يد هذين الطرفين يكمن الحل وبوادره ، بل لربما المشكلة بحد ذاتها ، لقد أرادت مصر ان تطمئن الحركتين ، ولربما نفسها أيضا ، ان بالامكان السير الى الامام الطبيعي في ظل هزيمة الجمهوريين وانتهاء حقبة بوش السوداء التي لم تنته فعليا بعد ، وهاهي الكونداليزا موجودة في رام الله وجنين وشرم الشيخ .

لقد بادرت حماس واقدمت على اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين لديها في انتظار ان تقدم فتح على شيء مماثل ، فكان ان رد احد مسؤولي فتح ان فتح ليس لديها سجون لتعتقل الآخرين وتزجهم بداخلها ، ثم جاء الرد الثاني ان ليس لدى السلطة اي معنقل سياسي ، ثم جاء الرد الثالث من أن المعتقلين هم من المخالفين والمخلين بمن فيهم أعضاء في كتائب الاقصى المحسوبين على الحركة الحاكمة .

تعرف حماس ان لإسرائيل استحقاقات تصل الى عدم اطلاق سراح معتقلين مطلوبين لديها ، بل لربما يصل الامر ان تطلب هي ذلك وفق ملحقات اتفاقيات اوسلو وحقها فيما أطلق عليه المطاردة الساخنة ، وتعرف ايضا أن الامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ومعه القيادي الفتحاوي فؤاد الشوبكي قد مكثوا في سجن اريحا عدة سنوات قبل ان تدهمة القوات الاسرائيلية وتعتقل كل من فيه ، سجناء وسجانين ، وتعرف أيضا ، خاصة بعد ان دخلت التهدئة مع اسرائيل ، انها قامت بما هو كذلك وأسوأ حين أخذت تطارد مطلقي القسامات وتصفهم بأقذع الاوصاف ، فلماذا تتفاجأ الان ، ولماذا لم تحدد لفظة المعتقلين السياسيين بشكل ادق ، وإذا أغفلت حماس عن ذلك تحت شعار "جل من لا يسهو" لماذا لم توضح فتح المخضرمة ذلك ، فتخبر أختها ان لفظة معتقلين سياسيين لا تنطبق على المطلوبين اسرائيليا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق