الثلاثاء، 9 مارس 2010

نبيل شعث في غزة ... مهمة صعبة ، مهمة نبيلة 5-2-2010

جاءت زيارة القيادي الفتحاوي نبيل شعث الى غزة ، بمثابة بلسمة جرح كدنا نعتقد انه تعفن ، وانه لا يصلح معه التداوي لا بالاعشاب ولا بكي النار ، ونظرت اليه الجماهير الفلسطينية كما الى الثلج الجميل الذي تنبأت به الارصاد الجوية فيغسل الكثير من اوساخنا وهمومنا على حد سواء . صحيح أن هذا الثلج لم يسقط كما منى الناس انفسهم ، لكنهم اعدوا عدتهم له ، وخرج الاطفال فرحين بما جادت به السماء من مطر وحبات البرد .

سيقول لك البعض ، العبرة في النتائج ، وهذا صحيح الى حد كبير ، لكن النتائج الكبيرة تحتاج الى جهد كبير ، يكفي الدكتور شعث انه قد بدأها ، في حين اكتفى آخرون بالتحدث عنها ، وآخرون عمدوا الى التأجيج ، فهل تتساوى هذه بتلك .

لقد ظهرت أصوات فتحاوية قيادية تشكك في نجاح مهمة شعث ، وذهب البعض الى "التنويه" انها زيارة شخصية وليست رسمية وانه غير مكلف بالتفاوض ، في حين ذهب البعض الآخر من باب الدفاع عنه انه مواطن غزاوي يعود الى بيته وحمولته وجيرانه الذي تركهم وافتقدهم طوال ثلاث سنوات .

لم يعر الدكتور شعث هذا اللغط ادنى انتباه ، وكأنا به يعد العدة للرحلة المرهقة الشاقة المؤلمة ، يعد كلماته التي سيقولها كلمة كلمة ، خوفا من إساءة الفهم او إساءة التعبير ، او بعض الكلمات التي تحتمل أكثر من معنى في لغتنا الواسعة الفضفاضة .

ولحسن الطالع ، استقبلته حماس استقبالا جميلا ، يتناقض مع كل ما كان بعضهم قد صرح به في الآونة الاخيرة عن الاذن المسبق والفيزا ، وكأننا في دولتين بحكومتين ، في حين ان الحقيقة الكبيرة الساطعة تفيد اننا كلنا هنا وهناك تحت احتلال واحد يقف رئيسه ليذكرنا أنه لا مكان للضعفاء في هذا الشرق ، وهو في حقيقة الامر يهددنا اكثر منه يذكرنا ، ذلك ان وزيرخارجيته قد اصدرتهديدا ارعنا واضحا ضد سوريا من انه سيمحقها ومعها رئيسها وحتى أهل بيته .

والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا نتأخر في الاقدام على الاعمال الجميلة ، كالذي أقدم عليه الدكتور شعث وقابلته حماس بمثله ، بل لماذا نتسرع في الاقدام على الاعمال المشينة ، مع اننا كلنا يعرف في قرارة ذاته ما هو الفعل الجميل وما هو الفعل المشين ، واذا لم نكن نعرف ، فهذه هي الطامة الكبرى ، خاصة واننا نتحدث عن مستويات قيادية يفترض انها تمثل مصالح شعب منكوب ما انفك يخوض غمار معركة تحرره من براثن عدو لا يرى في الضعفاء الا فريسة يزدردها على مائدته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق