الخميس، 4 مارس 2010

الفكر العربي الى اين 25-5-2009

كان هذا عنوان الندوة التي ادارها الزميل الاعلامي احمد زكارنة في صوت فلسطين بالاشتراك مع منتديات العروبة والتي شارك فيها عدد من المدعوين من الاقطار العربية الذين اسهموا في مداخلاتهم عبر الهاتف او الشبكة الالكترونية ، وكنت من ضمن هؤلاء المتحدثين في الاستوديو مباشرة في رام الله .

ويبدو العنوان اعلاه الذي جاء على صيغة سؤال انه استنكاري ، او بمعنى ان الفكر العربي في انحدار وترد مقياسا بواقع حال امتنا العربية وما تعانيه من حالة تشرذمية مشوبة بالكثير من مشاعر المذلة والمهانة ازاء ما يواجهها من تحديات تنكفيء امامها او تهرب الى ماض تليد لن يستطيع ولا بأي حال ان يسعفها ويبعثها من جديد ولا حتى يستطيع مساعدتها في ان يخفي قسمات احمرارها الخجولي .

وبعيدا – قليلا – عن السؤال العنوان ، فإنه من وجهة نظري ، ليس هناك شيء اسمه فكر عربي وغير عربي ، ولا فكر الماني او ايطالي او هندي او استرالي ، هناك فكر او لا فكر ، والفكر برمته هو انساني بغض النظر عن جنسية صاحبه ، وتتجند الظروف المحيطة لبلورته والاخذ بيده حينا ، او في التآمر عليه ووأده واجهاضه ، احيانا آخرى .

في حال امتنا العربية ، نشكل نموذجا يحتذى للحالة الثانية ، ووصل الحال بها ان تضع حدا لحياة مفكريها ومبدعيها ، ونستطيع ان نأتي على اسماء مئات المبدعين الذين بدل ان تقودهم ابداعاتهم الى المجد والسؤدد ، نراها قد قادتهم الى المقصلة او كاتم الصوت .في الماضي ، كان امثال هؤلاء يرمون بتهمة الزندقة ثم بالكفر والالحاد واليوم بطول اللسان والتهجم على النظام واسرته الحاكمة ، وبالكاد يمر شهر دون ان نسمع شيئا من هذا القبيل في اقطارنا العربية ، بدءا بالصحابي ابو ذر الغفاري الذي مات منفيا في الصحراء مرورا بابي عبد الله ابن المقفع الذي اضطر لأن يضع كتابه علىى ألسنة الحيوانات فضرب حتى تقفعت يداه ، وانتهاء بطه حسين الذي احرقت بعض كتبه وحسين مروة وناجي العلي .

ولم نكن وحدنا في هذا المضمار المشين ، فقد أقدمت اوروبا عصور الظلام على اعدام غاليلي الذي جاء بكروية الارض ودورانها ، وكادت تعدم داروين وماركس ، واحرقت المانيا كتب نيتشه وغوته ، ولم تتوقف اوروبا عن ذلك الا عندما فصلت دينها عن دولتها .

في اليونان القديم ، وحتى قبل مجيء المسيح بعدة قرون ، اعدمت اثينا الفيلسوف الكبير سقراط الذي عرف عنه انه هو الذي انزل الفلسفة من السماء الى الارض ، وجرع السم في سجنه حتى مات ، وكانت تهمته افساد عقول الشباب ، اي التحريض بلغة اليوم .ولهذا ما تزال المنابر الاعلامية في عالمنا العربي تجد على ابوابها قوة عسكرية تحرسها ، وترى مفكرونا امام خيارين لا ثالث لهما ، إما العصا وأما الجزرة ، والقليلون جدا من يختاروا الأولى ، او تراهم يهجرون الوطن بما حمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق