الجمعة، 5 مارس 2010

هل سعد الشعب بالانتخابات الجديدة 30-10-2009

تنظر الى الناس في بلادنا فتراهم كأنهم مضروبون على رؤوسهم ، رغم الاعلان عن موعد انتخاباتهم ، الذي يفترض ان يشكل لهم يوم سعادة ، يداولون فيه السلطة والقيادة بدماء جديده من دمائهم .

قد ينبري قائل ، وما ادراك انهم مضروبون على رؤوسهم ، لماذا لا تكون انت المضروب على رأسك وتعتقد ان الاخرين مثلك ؟

انا شخصيا لا انكر انني كالمضروب على رأسه ، واما الناس فهم بدورهم كالمضروبين ايضا ، واذا لم يكن على الرأس فأكيد على مكان آخر .

تقرأ الصحف والمجلات والانترنت والجوال والتلفزيون والراديو وخدمات الوجبات الاخبارية السريعة ، فترى ان الناس مع الانتخابات ، وحين تنظر في عيونهم ترى القلق والترقب والتحسب والتخوف ، وحين تسألهم ان كانوا مع هذه لانتخابات ام ضدها ، فإنهم لا يعرفون ، تعتقد ان موقفهم اللامعرفي او اللا ادري منوط بموقفهم السياسي ، فتكتشف ان ليس من مواقف سياسية ، ولا حتى فكرية ، الجميع ينتظر لفتة من نتنياهو يوافق في حدها الاعلى على تجميد الاستيطان .

ثم تعتقد ان موقفهم السلبي منوط بكونهم يعملون ام باطلون ، خاصة وان البطالة تضرب اطنابها بالطول وبالعرض ، والعاملون انما هم موظفون ينتظرون انتهاء دوام يومهم بفارغ الصبر مقدمة للوصول الى تقاعدهم من الوظيفة فالحياة على حد سواء .

الناس في المجمل لا تريد ان تعرف لماذا هي هكذا ، ولو ارادت لعرفت ، وحتى لو عرفت فإنها استمرأت الاسهل ، واستسلمت لجملة شعارات عن السلام والرخاء والامن والازدهار والتقدم ، وهي تدرك ان لا شيء من هذا قد حصلت عليه ، واذا ما امعنت النظر ولو قليلا لاكتشفت انها انما عادت القهقرى خطوات عما كانت عليه قبل السلام الزعم والوهم . اليوم على سبيل المثال يكون قد مضى على انظلاق مفاوضات مدريد ثمانية عشر عاما بالتمام والكمال ، وما زالت المفاوضات مستمرة ، ويصل الى المنظقة مبعوت امريكي اسمه جورج ميتشل ليواصل هذه المفاوضات ، جولة هذا المبعوث تحمل الرقم عشرة ، ولما لا يزال في السنة الاولى من مهمته ، تخيلوا كم من مبعوث ومبعوث امريكي وغير امريكي وكم من جولة جالها منذ مدريد وما قبل مدريد .

هل شعور الناس بانهم مضروبون على رؤوسهم اكتشافهم ان الانتخابات ليست سوى مرسوم ، ام اكتشافهم الاعمق بأن لا سلام بين الذئب والخروف ، حتى لو استمرت المفاوضات عشرين سنة اخرى ، تجمل فيها الذئب ولبس ربطة العنق ولهج لسانه بالانجليزية ، وكذا مع الخروف . مالم يتوقف الذئب عن اكل اللحم والخروف عن اكل العشب ، فإن السلام بينهما اشبه ما يكون بالمستحيل .وهو نفس ما قاله الاجداد من ان الحية لا توضع في العب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق