الخميس، 4 مارس 2010

هل يعيد مؤتمر المستثمرين شوال الطحين الثاني 19-5-2008

أربعة شهداء بوجوه آبائهم جاءوا يتذمرون من الشؤون الاجتماعية ، ولا داعي لذكرهم ، لكن فحوى تذمرهم تتلخص في أنه تقرر تقليص المعونة العينية التي يتلقونها من شوالين طحين في الشهر ، الى شوال واحد ، ونظن ان الاجراء لا يقتصر على أربعتهم ، ولا عليهم في بيت لحم من دون باقي محافظات الوطن العزيز ، لكن نبرة أصواتهم حملت الكثير مما يقال ومما لا يمكن ان يقال .

المسألة لا تقتصر على شوال الطحين ، ولا بلون البطاقة التي يتعين إحضارها من قبل ولي أمر الشهيد ، بل على مخصصات مالية متواضعة ظلت تتواضع الى ان وصلت تسعة واربعين دولارا يتم قبضها من بنكين في كل مرة ، ويتساءلون : لماذا لا يتم اعتماد أبناءهم ، أبناء الشعب والقضية ، كما بقية الموظفين العسكريين او المدنيين ، ولماذا يتوجب على المخول ان يذهب الى بنكين في آخر كل شهر .

أحدهم قال لقد اصبحنا مثل الكرام على موائد اللئام ، لقد قبلنا بمعونة الطحين بما تحمل لنا معها من معاني ليست نبيلة على الاطلاق ، بل تعيد الى أذهاننا الوقوف في الطوابير امام مقرات وكالةالغوث الدولية ، مع أننا لسنا على ملاك اللاجئين ، ومع أننا قبلنا بذلك ، الا أن الوزارة الكريمة إستكثرت علينا هذه الكمية الطحينية ، فذهبت الى تقليصها ، ولو كنا لسنا في حاجتها ، لما جئنا نطرق ما تبقى أمامنا من أبواب .

هل كثير علينا ان تصلنا هذه المساعدة الى بيوتنا ، فيعفينا الكرام والمسؤولون عن الوزارة والقضية والنضال من المثول والاصطفاف في الطوابير وما يرافقة من مشاعر إذلال خفية تتسربل على جنباتنا ووجناتنا ، هل حقا يليق بالشهداء ان يصطف ذووهم ، آباؤهم ، أمهاتهم زوجاتهم وأطفالهم في الطوابير للحصول على شوال الطحين وثلاثة كيلوغرامات من الحمص ومثلها من الملح ؟ ونحن نعرف ان أصغر مسؤول لديه سيارة توصله الى بيته ومعه سائق وربما مرافق أو حارس .

أحد الآباء أجرى حسبة مالية ، قال يكلفني إحضار شوال الطحين خمس وعشرين شيكلا ، ولدينا في بيت لحم حوالي ثلاثمائة وخمسون شهيدا ، الأمر الذي يعني ان تكلفة التوصيل تصل الى حوالي ثمانية الاف شيكلا نهدرها في كل شهر .

إنهم في الوقت الذي يريدون فيه عكس صورة أبنائهم البهية شهداء عند ربهم يرزقون ، يحتاجون الى هذه المساعدة ، لكن ليس بأي ثمن ، ولهذا قرروا رفض استلام الطحين ، بل تسلمه وعسفه في الشارع .

قلت لهم أن يأجلوا خطوتهم بعض الوقت ريثما ينفض مؤتمر الاستثمار ، خوفا من أن تفسّر انها ضده ، بل لربما ينجح هذا المؤتمر في حشد هذا الكم الهائل من المشاريع الاستثمارية والتي تحدث عنها القيمون بأنها ستزيد عن ثلاثة مليارات دولار ، وقد يغنيهم هذا عن شوال الطحين ، أو على الأقل يعيد لهم الشوال الثاني موصولا الى البيت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق