السبت، 29 يناير 2011

شمس عربية تشرق علينا من غرب الوطن

تشارف الفترة الاكثر برودة في شتاء الامة العربية والتي يسميها الفلاحون بالاربعينية على الانتهاء ، وهي التي تمتد من 20 كانون اول حتى نهاية كانون ثاني ، وهي في هذا العام لم تكن باردة على الاطلاق .

لا أحد يستطيع انكار مخاضات الامة الساعية منذ عقود وقرون ان تنهض بنفسها نحو الحرية الحقيقية من براثن الجوع والبرد والفقر والمرض مجبولة كلها في خلطة عجيبة من الذل والهوان والصغار ، و وصل بالبعض الاعتداء عليها جملة ومفرقا ، ويقتص من ارضها ويهيمن على ثرواتها ويستعبد انسانها ويدنس مقدساتها ويمسح تاريخها ويبدد امالها في مستقبل حتى لو كان بعيدا .

شمس هذه الامة تستطع هذه الايام من جديد على كافة ارجائها ، متزامنة مع أشد الفترات برودة وصقيعا ، وتأتي من تونس الخضراء فلبنان الكبير رغم صغر مساحته ، فمصرالعظيمة التي يبدو انها تريد استعادة دورها كأم للدنيا ، واليمن السعيد ، والذي أصبح من اكثر دول العالم تعاسة وبؤسا ،

الجزائر الاردن السودان ، ونميل للاعتقاد انه مع مرور هذا العام تكون شعوب هذه الامة قد نفضت الكثير مما تراكم علي كاهلها من غبارالسنين وهوانها على يد وكلاء الاستعمار قديمه وحديثه ، بحيث لن يستطيع طاغية مهما اوتي من قوة بطشية ، محلية واجنبية ، فإنه لن يستطيع خداع شعوب العالم لا ولا حتى حكوماته التي تتغنى بالديمقراطية والتحضر .

هل أحد راقب كيف تعاطت امريكا مع بن علي "زين العرب" قبل الخلع وبعده ، وهل لا حظنا كيف يرفض الشعب التونسي البدائل المطروحة رغم مرور اسبوعين على فراره .

وهل رأينا كيف انقلب الحكم في لبنان بدون قطرة دم واحدة ومن خلال مؤسسات الدولة دون ان تتمكن الدول العاتية من ادانة ما حصل .

لا أبالغ إذا قلت لكم ان اشعة الشمس العربية القادمة الينا من مواقع الفقر والبؤس العربي قد وصلت الي ، انا احد اللاجئين الفلسطينيين ، كان ذلك بفضل ما تم الكشف عنه من محاضر لقاءات مع اسرائيل ، وبعيدا عن اي مناكفات بين السلطة والجزيرة ، بين فتح الحاكمة في الضفة وحماس الحاكمة في غزة ، فإن النشر يجب ان يقوي من شكيمتنا ، ويدفعنا الى مراجعة اوراقنا ومواقفنا وحتى محاضر لقاءاتنا مع العدو ، فإنني اكثر اطمئنانا إزاء حق عودتنا ، على الاقل من باب انه لن يكون هناك مساوم واحد على هذا الحق ، رغم ما نشر من عودة بضعة الاف سنويا ، وبرغم رد ليفني الليبرالية من ان العدد المسموح بعودته هو صفر .

لم أكن مستعجلا على عودتي الى وطني ، لا ولا أبي كان كذلك . جدي كان مستعجلا ، لم يكن يقرأ ولا يكتب ، وكان دائم الصلاة والدعاء ، للدرجة التي كان يذهب كل يوم جمعة الى سلوان لكي يتوضأ من مياه قناة فيها تدعى عين سلوان مشيا على الاقدام ومات بعد اقل من 15 سنة على لجوئه دون ان يعود الى شجرة جميزته . بموته لم يمت حقنا في العودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق