الاثنين، 10 يناير 2011

ليبرمان أصدق من يمثل الاسرائيليين حكومة وشعبا 27-12-2010

لو جاءت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي أفغدور ليبرمان الاخيرة التي تصف القيادة التركية بأنها كاذبة ، وان مطالبتها اسرائيل بالاعتذار عما ارتكبته بحق سفينتها مرمرة بأنها وقحة ، وان على تركيا ان تبادر بالاعتذار لاسرائيل ، لو جاءت هذه التصريحات عبر الويكليكس ، ربما لتعاطى معها الرأي العام بطريقة مختلفة ولكان تفاعله معها أكثر ديناميكية وحيوية ، بما في ذلك المجتمع الاسرائيلي الذي سيشعر بوقع عارها عليه ، فليس هناك ما يدعو لوصف اردوغان ووزير خارجيته بالكذابين لمجرد انهما يطالبان اسرائيل بالاعتذار ، على الاقل لم يفعلا ما فعله ليبرمان بالسفير التركي واستدعائه بسبب مسلسل وتعريضه للإهانة المبتذلة وجعله ينتظر نصف ساعة على الباب قبل ان يسمحوا له بالدخول وإجلاسه على مقعد هابط عن مستوى مقاعدهم وإحضار شاي للجميع بإستثنائه .

لم تكن وقتها سفينة مرمرة قد أبحرت بعد ، ولم يكن قد تم اختطافها من المياه الدولية وقتل تسعة من أفرادها ، و احتجازها على مدار سبعة اشهر . وإذا كان الطلب التركي وقاحة من وجهة نظر مسؤول الدبلوماسية في اسرائيل ، فما الذي يمكن اطلاقه على جملة الافعال التي ارتكبت بحق تلك السفينة ، التي لم تفك اسرائيل اسرها الا قبل يومين فقط .

التصريحات الاخيرة للوزير اياه ترافقت بهجوم شديد على السلطة الفلسطينية ، من باب انها غير شرعية ، على اعتبار ان فترتها القانونية قد انتهت ، وانها لا تجرؤ على اجراء انتخابات جديدة خوفا من ان تخسرها أمام حركة حماس . وبدلا من التمعن في ما يصدر عن هذا المسؤول الاسرائيلي ، ننبري للرد عليه ردا ركيكا لا يستقيم الا مع مفرداته وكلماته ، لا على مضمونها ومستنقعه الفاشي ، كأن نقول له ان سلطتنا تحظى بالاعتراف الدولي . اوللهجوم على حماس من انها تحظى بقبول ومباركة هذا العنصري ، متناسين انه وبقية اقطاب حكومته يعدون العدة للهجوم على غزة ، وكأن غزة قد نهضت من ركامها ، وكأنها اصبحت في معزل عن محاصرتها برا وبحرا وجوا بشكل يومي على مدار عدة سنوات .

وبدون ويكليكس ، فقد سبق لليبرمان ان قال "ليذهب مبارك الى الجحيم إذا ظل مصرا على عدم زيارة اسرائيل" ، وهدد بضرب مصر في عمقها وتدمير سدها العالي ، كما هدد بقتل بشار الاسد و جميع افراد عائلته ، وأمام الامم المتحدة قبل ثلاثة اشهر قال انه لا يتحدث عن نقل سكان ، "بل عن نقل حدود لكي تعكس بشكل افضل الحقائق السكانية الجديدة" .

وتتجلى المشكلة العربية / الفلسطينية في الاعتقاد السائد ان ليبرمان في تصريحاته هذه لا يمثل الحكومة الاسرائيلية ، في حين انه في حقيقة الامر اصدق من يمثلها ، ولهذا تراه يحصد وحزبه "اسرائيل بيتنا" ثقة الشعب الاسرائيلي بالجملة والمفرق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق