الاثنين، 10 يناير 2011

كيلو تي أن تي لكل قبطي 3-1-2011

أيا كانت الدوافع التي ربضت وراء تفجير كنيسة الاقباط في الاسكندرية ، فهي ليست من الدوافع الانسانية على الاطلاق ، وكنا نتمنى ان يكون التطور البيولوجي الدارويني قد توقف عند حدوده الحيوانية لكي لا نصل الى هذه الجرائم ودوافعها المعلنة وغير المعلنة التي يأنف الحيوان ارتكابها ضد اخيه الحيوان ، خاصة حين يكون المستهدف اناثه الضعاف وصغاره اليفّع . فما بالك حين يكونوا بين يدي خالقهم يتجلون .

يكاد يكون الحزن الذي ضرب قلوبنا كبيرا الى حد أنه يفوق حزن الزعيم الديني والزعيم السياسي بمن فيهم البابا ، ليس لأن الاقباط من نفس جلدتنا العربية المصرية ، ولا لأنهم مع أخوتنا السريان والآرامايين والكلدانيين يشكلون خلية حضارية متقدمة في النسيج الكنعاني العريق ، فحسب ، بل لآنهم قبل كل شيء آدمييون ، أعدمت حياتهم وأزهقت ارواحهم فقط لأنهم ذهبوا الى الكنيسة ذاك المساء فما عادوا الى البيت ولا الى الحياة .

فما المعنى الذي يفيده إلاغراق في تفنيد وتفسير دوافع هذا الاعدام الجماعي الرهيب ، والجهة التي تقف وراءه ، والتي على ما يبدو ، كانت ضليعة ومتمكنة وذات تخطيط وتنفيذ عالي التمكن ، والحديث هنا لا يدور عن مئة كيلو من مادة التي أن تي ، بمعدل كيلو لكل قبطي من القتلى والجرحى ، بل على تنفيذ المجزرة في الساعات الاولى من العام الميلادي الجديد ، الذي يحل علينا كلنا بغض النظر عن هوياتنا الدينية المختلفة ، فيفسده علينا شر إفساد ، ويجعلنا نفيق من النوم نلعن اليوم والساعة التي نبدأ فيهما عامنا الجديد ونحن نرى كل هذا الشر المستطير وكل هذه الجثث المتناثرة في شوارع الاسكندرية الجميلة .

حتى لوكانت القاعدة ، فإن هناك أطراف اخرى وراءها ، لا تريد لنا كأمة ان نبدأ سنتنا الجديدة ونحن متفائلون بها ، فالتفاؤل صحة كما يقول البعض ، والتشاؤم والانطواء داء خطير اذا ما اصاب الشعوب والامم فانها تحتاج الى وقت طويل كي تنفض غباره وآثاره التدميرية .

وحتى لو لم يكن هناك من يقف خلف القاعدة ، التي كانت قد هددت بوضوح استهداف كنائس مصر العظيمة ، فإنه من المحظور ان تنجح في ادعاء تمثيل الاسلام ، لأن يديها ملطخة بدم سريان العراق ، وتمثال بوذا في افغانستان ، الذي تم ردمه بشكل رسمي من قبل الحكومة قبل كا يزيد على عشر سنوات .

هل كل هذا حقيقة بإسم الاسلام ، وبتوكيل من رب العالمين ؟

قبل أيام ، اقدم نظام البشير بإسم الاسلام والشريعة على جلد امرأة لأنها ترتدي بنطلونا ، في حين تتهمه وثائق ويكليكس بإختلاس تسعة مليارات دولار من مال الشعب الذي يرزح تحت الفقر والجوع ، في شمال السودان وجنوبه وغربه ، فرأت أمريكا ان "الحل" يكمن في الانفصال ، لا في جلد البشير ، تماما كما رأى البعض القبطي في ان "الحل" هو في الهجوم على المساجد وتحطيم سيارة شيخ الازهر الذي جاء مواسيا ومعزيا ، مع ان الحل يكمن في التوحد لمحاصرة هذا الارهاب ومواجهته مقدمة لسحقه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق