الاثنين، 10 يناير 2011

سنة عربية بامتياز ... ننتظر فيها ست دول جديدة 24-12-2010

السنة الميلادية الجديدة التي تزداد التمنيات والصلوات لكي تكون سنة خير وبركة على الامة ، مرشحة لميلاد ثلاثة دول عربية جديدة تخرج من رحم السودان (الحركة الشعبية في الجنوب ) والعراق (دولة كردستان في الشمال) وفلسطين المحتلة ، وإذا ما تمت الولادات الجديدة بالسلامة ، وظلت الام والمواليد بخير وبصحة جيدة ، فإن السنة الجديدة ستكون سنة خير وبركة بكل تأكيد ، وسيرتفع عدد دولنا العربية الى حوالي خمس وعشرين دولة . فماذا لو جاءت الامهات حاملات بدولتين في كل بطن ، دارفور في غربي السودان ، وشيعة العراق في جنوبه ودولة حماس في قطاع غزة المستقلة عن دولة الضفة . ، سيصبح العدد ثمانية وعشرين دولة في عين اللي ما يصلي على النبي ، وسنكيد اسرائيل بهذا العدد المهول أكثر وأكثر ، وبدلا من ان تظل تحثنا على الرحيل الى الاردن او لبنان ، تحثنا على الرحيل الى الدول الجديدة التي لربما تحتاج الى مزيد من السكان ، ومزيد من الايدي العاملة لكي يفاخر النظام بأنه يحكم شعبا كبيرا قائما على التعددية الطائفية التي تتسع للجميع ما عدا حرية الفكر والرأي والمعتقد ، شأنها شأن الدولة الام التي انفصلت عنها للتو .

الدولة الفلسطينية هي التي من المتوقع تعثر ولادتها ، رغم إصرارنطاسييها الذين يواكبونها على مدار عشرين سنة من ان الولادة حاصلة في هذه السنة الجديدة رغم ان ليس هناك من أي مقومات علمية ومادية لمثل هذه الولادة ،والشكوك تدور حول الحمل ذاته . هناك في الطب النفسي ما يعرف بالحمل الوهمي ، وتبدي الأم اعراضا مشابهة لأعراض الحمل الحقيقي ، ويذكرنا هذا بكاريكاتير وضعه الفنان الشهيد ناجي العلي قبل حوالي ربع قرن حين قال الطبيب لسيدة متصابية في خريف عمرها تلبس ثوبا مزركشا جاءت لمراجعته بشأن حملها ، قال لها : هذا إنتفاخ يا منظومة ، وكان يقصد بالطبع منظمة التحرير ، في حين قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب "و البلاد إذا سمنت وارمة" .

ونحن على بوابة السنة الجديدة ، لا نريد تثبيط عزيمة أهل العزم توليد الدولة الجديدة ، لكننا لا نقبل انتظار عشرين سنة أخرى من أجل تلك الدولة المزعومة التي نشك حين تقوم انها ستكون مستقلة وذات سيادة على الجو قبل البر والبحر بعاصمة واحدة هي القدس لا رام الله او غزة . بمعنى ان على القيادة الذهاب للبحث عن بدائل لهذه الولادة غير الطبيعية من أجل مولود غير مشوه يكون عبئا علينا لا سندا لنا طال انتظاره . . ويسعفنا وإياهم في ذلك شاعرنا الكبير محمود درويش الذي قال :

ماذا تريدُ؟ عَلَمَاً؟ وماذا تنفع الأعلامُ ... هل حَمَتِ المدينَةَ من شظايا قنبُلَهْ؟/ ماذا تريدُ ؟ جريدةً؟ ... أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً وتغزلُ سنبُلَهْ؟/ ماذا تريدُ؟ شْرِطَةً؟ ... هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرةُ بالرياح المُقْبِلَهْ؟/ ما أوسع الثورة ، ما أضيقَ الرحلة ، ما أكبَرَ الفكرة ، ما أصغَر الدولة!.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق