الاثنين، 10 يناير 2011

انتخابات مزورة اقل سوءا من لا انتخابات بالمرة 3-12-2010

كثر الحديث واللغط عن الانتخابات المصرية التي لطالما انتظرتها أحزاب المعارضة كي تجري التغيير المنشود و المرجو ، سبقتها بأيام الانتخابات الاردنية ، واجتاحت الكثيرون موجات غضب إزاء النتائج وازاء ما صاحب العملية الترشيحية والاقتراعية والفرزية وبلغ الامر ان يشعر البعض بالاحباط اليأسوي من الانتخابات العربية عموما ، التي حين يحصل وانها تأخذ مكانها ، فإنه يتم التلاعب فيها عيني عينك ، فتتعمق قناعة ان لا انتخابات عربية نزيهة ، ويندرج تحت هذه القناعة ما يفيد ان الديمقراطية الانتخابية شيء ما متناقض مع الجينات العربية ، وبدلا من توجيه اللوم للأنظمة الحاكمة بالحديد والنار رغم ديمقراطيتـ(ها) ، يتم الهجوم والتهجم على الجماهير العربية التي وصفها احد ضيوف برنامج الجزيرة "الاتجاه المعاكس" بأنها – الجماهير- كقطعان الغنم ، ثم عاد وسحب كلامه مقدما اعتذاره للغنم .

إن أحزاب المعارضة في مجملها لا تختلف كثيرا عن الحزب الحاكم ، وهنا فإننا لا نتحدث عن البرامج ، لطالما هي شعارات محبرة على الورق ، بل عن منهج الحياة الديمقراطية داخل هذه الاحزاب ، بغض النظر عن تقدميتها او رجعيتها ، نحن نعرف أحزاب التصنيفين وما بينهما ، حيث يحتل الامين العام موقعه منذ عشرات السنين ، وإذا كان الزعيم القذافي هو الأقدم (يتبوأ موقعه منذ احدى واربعين سنة) ، فهناك من سبقه في أمانة بعض أحزاب المعارضة ، وان غالبيتهم العظمى حتى ولو لم يتقدموا على القذافي في السباق الزمني ، فلأنهم انتقلوا للرفيق الاعلى وهم ما زالوا ممسكين بأمانة الحزب ، فأي ديمقراطية هذه التي يتحدثون عنها ، واي منطق مقبول وهم يأخذون على النظام الحاكم تمسكه بالسلطة عشرات السنين ، بل وكيف يمكن ان يسلم النظام الحاكم مقدراته لمعارضيه من احزاب المعارضة ويرحل ، في حين انه أمين عام الحزب لا يسلم مقاليده لنائبه او لرفيقه الذي يجلس الى جانبه ويشاركه تطبيق برامج حزبه ردحا طويلا من الزمن الأغبر ، ولهذا على سبيل المثال لا الحصر انشقت حركة القوميين العرب الى شباب الثأر فجبهة النضال والقيادة العامة والجبهة الشعبية ، وبعد مرو وقت قصير وطويل ، انشقت كل جبهة الى جبهتين ، وحتى الجبهة المنشقة انشقت من جديد ، كالديمقراطية المنشقة عن الشعبية التي انشقت عنها حركة فدا .

وفي خضم هذا التحرك الانتخابي على علاته واخطائه وخطياه ، فإنه لم يعد بمقدور النظام العربي تجاوز الانتخابات الدورية ، وخلال حقبة اخرى من الزمن فإنه لن يكون بمقدوره تزويرها عيني عينك ، ليس فقط من باب اخضاعها للرقابة الصارمة ، بل لأننا اصبحنا نرى الجماهير تنزل الى الشوارع مقدمة مجهودها في الاعتراض والاحتجاج . في الماضي لم تكن الانتخابات تهمها وكأنها شيء ما لا يعنيها، وهو تعبير واضح ان الجماهير اصبحت مهتمة بمن يحكمها لفترة زمنية محددة . وعليه فإن اجراء انتخابات مزورة اقل سوءا بمرات من لا انتخابات ، تحت مبررات ومسوغات لا تنطلي حتى على مطلقيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق