الاثنين، 10 يناير 2011

عن السنة الجديدة 20-12-2010

لا أنصح المعنيين الهاربين من السنة الحالية إرجاء قضاء حاجاتهم وإحتياجاتهم الى السنة الجديدة ، على اعتبار ان السنة الحالية كانت سنة بؤس وخذلان وتخييب آمال و"بلاوي زرقة" من كل النواحي تقريبا بما في ذلك الناحية الطقسية والمناخية التي حتى عندما ضرب المنخفض الجوي العميق منطقتنا بالامطار والثلوج ، ضرب وطننا بالغبار والاتربة .

ولأن البعض يعول على السنة الجديدة ، كونها في حكم الغيب ، ويمني النفس انها ستكون سنة خير وبركة على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ، فإن السنوات الماضية كانت كفيلة بأن تدق ناقوس الخطر في آذانهم التي صمها صدى الخطاب الكاذب ، واعينهم التي أغشاها الصديد ، حيث بعد نهاية كل سنة ينتقلون الى السنة الجديدة حاملين اليها همومهم ومشاكلهم وقضاياهم رغم كافة التمنيات والتهاني بأن تكون سنة جديدة جيدة ومعطاءة وسخية ، لكن سرعان ما تنتهي السنة المأمولة ليكتشفوا ان الجديدة جاءت أكثر سوءا وبؤسا من سابقاتها .

في سودان البشير على سبيل المثال لا الحصر ، دغدغ مشاعر جماهير الصم والبكم ، انه سيطبق الشريعة في حالة انفصال الجنوب ، في الوقت الذي يكشف عنه ويكليكس انه سرق تسعة مليارات دولار ، وهذا يذكرنا بعبارة "الله أكبر" التي فطن البعث العراقي اضافتها لعلمه عشية الغزو الثلاثيني بقيادة امريكا ، فيخرج علينا مفتي السعودية ، فيبارك القوات الغازية بأنهم "مأجورون مشكورون" .

هذه ليست نظرة تشاؤمية كما سيتبادر للبعض ، ولا تفاؤلية بالطبع ، لكنها نظرة موضوعية لواقعنا البائس من المحيط الى الخليج بالرغم من فوز قطر بإستضافة مونديال 2022 وبالرغم من تأجيل المحكمة الدولية إصدار قرارها الظني في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري وبالرغم من اعتراف البرازيل بدولتنا المستقلة على حدود 1967 .

من غير المنطقي ان نرى الجنازة ونقول لها "دايمة" لكي يقال عنا اننا متفائلون ، هذا جزء من ذر الرماد في العيون ، بل هو أكثر من ذلك بكثير ، لربما جزء من ماكينة الدولة العربية في تاريخها التليد والحديث ، ان يكون لها جوقتها من "المتفائلين" الذين يرّحلون قضايا الناس الى المستقبل وحكم الغيب الذي لا يعلم كنهه الا الله ، الى ان جاء الشاعر الفيلسوف ابو الطيب المتنبي فأطلق صيحته المتأسية "عيد بأية حال عدت يا عيد " وظل صداها يتردد من ما يزيد على ألف سنة .

فمثلا ، كيف يكون هناك تحرير بدون مقاومة ؟ وكيف يكون هناك مقاومة فاعلة بدون وحدة وطنية ، وكيف يكون هناك وحدة وطنية بدون مصالحة ، كيف يكون وقف مفاوضات بدون وقف التنسيقات ، وكيف يكون وقف العلاقة مع الابنة (اسرائيل) والانصياع الكامل لوالدتها (امريكا) . وبلغة العلم ، كيف يكون هناك استراتيجية صائبة بتكيكات هزيلة وهزلية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق