الاثنين، 10 يناير 2011

عن اطلاق سراح المضربين عن الطعام 7-1-2011

بإطلاق معتقلي حماس الستة المضربين عن الطعام ، نكون قد تجاوزنا محنة خطيرة كادت لو استمرت ان تعمق اساءاتنا لبعضنا البعض لو توفي احدهم او اكثر لا سمح الله ، ونحن لابد من استيعاب درس كبير ازاء هذه المحنة ، والتعلم ليس مقتصرا على المحتجزين ، بكسر الجيم ، فقط ، بل على الذين تاجروا بآلام المحتجزين ، والترويج ان احدهم قد مات سريريا ، غير مدركين ان هذا الترويج قد تجاوز الام والاب والعائله ليطولنا جميعنا وجعلنا نتوجس خيفة ولعنة لهذا الواقع الذي وصلنا اليه .

حين تم احتجاز أحمد سعدات قبل حوالي ثماني سنوات ، قال ياسر عرفات ان سعدات ليس معتقلا لديه ، بل ضيفا عنده ، ولكن ها هو سعدات يقضي الآن حكما بالسجن الفعلي ثلاثين عاما ، في حين أرسل ياسر عرفات الى القبر ، وكان يجب ان تشكل الحادثة درسا يتطلب من الجميع قراءته بتمعن ، خاصة وان اسرائيل ذهبت لاختطاف سعدات ومعه العشرات من السجن الفلسطيني بالحماية الامريكية البريطانية .

اننا ونحن نثني على مبادرة الامير القطري ، واستجابة الرئيس الفلسطيني ، اطلاق سراح هؤلاء ، وتجنيبنا وتاريخنا الذي نصنعه بأيدينا ، محنة خطيرة ، نربأ الاتجار بنا وبعذاباتنا ، بغض النظر عمن يحكمنا ، وبغض النظر ان كان حزبا كبيرا او حتى منتخبا ، فالعودة الى الجماهير ستتطلب ان تكون مثل هذا الممارسات حاضرة في يوم الانتخاب وفي البرامج الانتخابية .

ها هي اسرائيل ، لا يوجد عندها اي معتقل اسرائيلي على خلفية سياسية ولا حتى امنية ، بمن في ذلك الجنود الذي قتلوا ابرياء فلسطينيين ، او عتاة المستوطنين بمن فيهم الذي دهم الطفل من سلوان بسيارته ، وحتى المجرم الضابط الحاخام باروخ جولدشتاين ، الذي قتل العشرات في الحرم الابراهيمي بالخليل وهم ركعا سجدا بين يدي خالقهم ، وقال فيه رابين انه اشعره بالعار مرتين ، مرة لأنه يهودي ومرة لأنه ضابط ، اقامت له دولته نصبا تذكاريا على مدخل كريات اربع .

إن كل التبريرات التي أسمعت هنا وهناك ، ما كانت لتصمد ، وما كانت لتستقيم لدى شعب راكم كما هائلا من الاعتقال والتعذيب والاضراب ، وقلما ظل هناك عائلة فلسطينية واحدة لم تتذوقه ولم تنهل منه ، فأستسغناه ، ليس لأن له طعما انسانيا واحدا في كل أصقاع العالم ، بل لأننا كنا نعرف انه بدونه لن يزول هذا الاحتلال .

والسؤال ، هل فعلا سيعبد اطلاق هؤلاء الطريق امام المصالحة ، ام ان الموضوع كان ذريعة ، ويجري البحث عن بديل لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق