الاثنين، 10 يناير 2011

معادلة أمريكا ... أسمعت كلماتها من به صمم 10-12-2010

هذه ليست ابتسامات الاسد التي حذّر منها شعرا خالدا ابو الطيب المتنبي حين قال "إذا رأيت نيوب الليث بارزة / فلا تظنن ان الليث يبتسم " ، فأمريكا ، والحديث موجه للمراهنين على تطور موقفها بعد اصدامها بالموقف الاسرائيلي المتعنت بالرغم من العطايا السخية ، لن تظهر لنا اسنانها البيضاء لنسء فهمها فيتضح انها نيوبا وأضراس القضم لا الابتسام .

لقد عبرت ما بعد اصطدامها بالصخرة الاسرائيلية ، وهنا سيخرج علينا من يراهن على ان الصخرة ليست اسرائيلية ، بل نتنياهوية مع اقطاب حكومة يمينية متطرفة ، وهي - أمريكا - قادرة على تفكيكيها وإجراء انتخابات مبكرة كعادة معظم حكومات اسرائيل ، فإننا سنستبق الاحداث بشكل متفائل ، وسنفترض ان امريكا تكشف لنا عن ابتسامتها ، بعد اذعاننا لكل ما طلبته جملة وتفصيلا ، من ان الانتخابات القادمة ستعيد الليكود الى سدة الحكم ومعه حلف يميني أشد وطأة وأكثر عددا ، الا إذا اعتبر البعض ان كاديما شارون سابقا وموفاز حاليا ، يسار وليبرال ، سيعطينا دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف التي يتداعى اقصاها ويئن شعبها تحت وطأة التطهير والتظيف العرقي بما يتلاءم مع يهودية الدولة .

وعودة لجملة البوادر الامريكية السلبية تجاهنا ، والتي كان يجب ان توجهها الى اسرائيل ، فإن اولها امتعاضها من اعلانات الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 ، ثم الاقتراح الذي قدمته بانسحابات اسرائيلية من مدن الضفة مقابل العودة للمفاوضات لصياغة اتفاقية إطار في غضون عام ، ثم استخدمت تعبير "مشاورات" مع القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية في واشنطن بدلا من تعبير مفاوضات التي كانت قد استبدلته بمفاوضات غير مباشرة ، وقد استغرقنا ذلك عدة أعوام لم تتوقف خلالها جرافة نتنياهو ولا جرافة من سبقه ، عن بناء المستوطنات الهدام في الارض الفلسطينية المحتلة ، والتي اعتبرها برلمانييون اوروبيون مؤخرا لدى جولة لهم في عدد منها انها – المستوطنات - معاقل للحرية . وأخيرا عبرت امريكا بصريح العبارة عن رفضها فكرة اعترافها بالدولة الفلسطينية ، لا على حدود 1967 ولا حدود 87 ولا حتى حدود ما قبل الانتفاضة الثانية نهاية عام 2000 بعد ان شرعت ببناء جدارها العازل .

إن جملة هذه المواقف الامريكية واضحة حتى لمن أصابه الصمم ، وهو ما يعيدنا للشاعر الكبير المتنبي في نفس القصيدة "انا الذي نظر الاعمى الى أدبي / فأسمعت كلماتي من به صمم" .

نتحلل من أمريكا ، مدعية انها راعية السلام ، اسرع لنا من البقاء تحت نابها الازرق ، بالرغم من المشقة والصعوبة ، خاصة في الامر المروم ، الذي قال فيه المتنبي :

"إذا غامرت في أمر مروم / فلا تقنع بما دون النجوم--- فطعم الموت في امر حقير / كطعم الموت في أمر عظيم " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق