الاثنين، 10 يناير 2011

ساحل العاج دولة برئيسين ... لدينا ذلك وما هو أسوأ . 6-12-2010

يتندر الناس على دولة ساحل العاج التي كانت حتى يوم الانتخابات برئيس واحد ، وبعد الانتخابات اصبحت برئيسين ، وهو أمر يثير التندر فعلا ، وما كان هذا التندر ليصلنا في العالم الثالث لو ان المسألة كانت معكوسة ، بمعنى لو انها كانت برئيسين قبل الانتخابات ، واصبحت برئيس واحد بعدها ، وهو المعنى الذي تفيده الانتخابات أي انتخابات في حدودها الدنيا : تداول السلطة ، تغييرها ، منح الثقة او تجديدها ، والاهم تشريعها من قبل الشعب لمدة زمنية محددة .

واذا كانت انتخابات ساحل العاج التي جلبت رئيسين للبلاد قد اثارت تندرنا ، فإن لدينا في عالمنا العربي "سواحل عاج" متعددة تثير التندر وما هو أكثر سوءا. هل نبدأها بالصومال الذي شهد انتخابات رئاسية قبل خمسة اشهر ، وهو المقسم عمليا الى اربع كيانات متصارعة وترغب كل قبيلة اعلان دولتها المستقلة .

أم في العراق الذي شهد انتخاباته في ظل الاحتلال العسكري الامريكي قبل تسعة اشهر على أجندات طائفية بحتة ، كأن يكون الرئيس كرديا ورئيس الوزراء شيعيا وورئيس مجلس النواب سنيا دون ان تنتفي امكانية تقسيمه الى دويلات .

الوضع في لبنان ، لا يختلف كثيرا عن العراق من ناحية الكوتة الطائفية ، التطور الجديد ان الحكم الفعلي فيه ليس للرئيس المسيحي المنتخب ولا رئيس الحكومة السني ولا حتى رئيس مجلس النواب الشيعي .

الوضع في السودان الذي شهد انتخاباته الاخيرة قبل ثمانية اشهر ذهبت بالبلاد نحو انتخابات جديدة من نوع آخر هي "الاستفتاء" لكي يصبح دولتان ، وكأنه ليس كذلك من قبل ، دارفور ايضا إذا ما اتيح له الانفصال عن الخرطوم فإنه لن يتأخر ، فهو الاكثر فقرا وجوعا وبؤسا ومذابح .

الخليج العربي المتسع لست دول مقسمة بين المملكة والامارة والسلطنة والمشيخة و لا يتجاوز تعداده الإجمالي عدد سكان مدينة بغداد ، ويورث فيه الحاكم ، ملكا واميرا وشيخا وسلطانا ، الحكم الى ابنه بدون أي نوع من الانتخابات .

فلسطين ، قضية العرب الاولى ، شهدت انتخابات تشريعية قبل خمس سنوات فأصبح لدينا بدلا من السلطة الواحدة سلطتان وحكومتان بحوالي خمسين وزيرا ، ودولتان منفصلتان يحتاج المواطن للعبور من الاولى الى الثانية الى تأشيرة ، رغم انها ما زالت محتلة .

ترى ما الذي ظل من عالمنا العربي الذي يتندر على ساحل العاج ، اليمن ؟ التي وحدها النظام بالحرب ، وها هي تنفجر الى أكثر من يمنين .

مصر ؟ التي يدرس رئيسها الغاء انتخاباتها .

سوريا ؟ التي عدلت دستورها كي يستوعب وريثها .

الاجدى بنا ان نتندرعلى انفسنا بدلا من التندر على ساحل العاج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق